في آخر أيامه تم اتهامه بالتواطئ و الفساد و المشاركة في الثورة المضادة بل و قيادتها ..
عصام
شرف .. ذلك الرجل الذي أحبه الناس عندما تم تعيينه رئيسا للوزراء بعد
الثورة , أحبه بساطته في أكل الفول صباحا في أحد المطاعم الشهيرة مع أحفاده
دون حرس أو جرس , و كلامه البسيط المؤثر و بكاؤه من ثقل الحمل و احساسه
بالناس ..
ثم انتهى كل ذلك
حدثت
الفجيعة وراء الأخرى و طالبنا أن يا شرف أشركنا فيما تحمل , فإن كنت مُكبل
اليدين أخرج علينا و أخبرنا و سنقف في صفك ضد العسكر , أو استقيل لتفضحهم
لكن
شرف لم يفعل كل ذلك , بل استمر في مكانه دون أن يُشرك أحد او يُخبر أحد
بشيء .. حتى تصدر تعليقات الشعب الساخرة .. و تصدر قائمة الثوار السوداء ..
غلطة شرف يُكررها الآن مرسي
فالبداية حُبٌ من الناس , لبكائه , و حديثه العاطفي , و قوله أنه سيتقي الله فينا
لكن
الضبابية التي يُمارس بها مرسي عمله في هذه الفترة الحرجة وهي كانت سمة
ممارسة الإخوان المسلمين من بعد الثورة , فآمنوا بما آمنوا دون أن يشركوا
أحد فيما يعتقدون أنها أسرار .. فتلاعب بهم العسكر بأخبار مغلوطة دفعتهم
نحو اتخاذ قرارات و أفعال كانت في الغالب ضارة لهم و للثورة , و لم يعذرهم
أحد على هفواتهم الصغيرة منها و الكبيرة لأنهم لا يروون لهم عُذرا.
كانوا
يختارون طريقا و يقولون أن لهم أسبابهم , دون أن يشركوا القوى الوطنية
فيما يحملونه من أسباب لعلها تكون أسباب يعرف البعض أنها مغلوطة , أو أسباب
تنتفي بمشورة الآخرين
و إذا بدأت في سرد هذه المواقف سأكتب كثيرا
الآن .. الرئيس مرسي يقوم بنفس الأمر كما قام به الإخوان و كما فعل شرف
القرارات تتأخر .. و أنا أعتقد أن عنده من الأسباب ما يحمله على تأخيرها .. لكنه يستأثر بها لنفسه
القرارات
تخرج بطريقة متخبطة أحيانا .. و لو استشار مجموعة القوى الوطنية التي
تشكلت بعد فوزه لدعمه لكانت القرارات أقوى و أكثر شعبية و أكثر حنكة..
لكنه لم يفعل
المجلس العسكري يلاعبه .. لكنه يخرج علينا ليقول في خطاب سياسي مُضحك من كثرة تكراره : " العسكر سلّم السلطة " .
رئاسة وزراء تُشكل منذ ما يقرب الشهر .. دون أن يُشركنا في أسباب تأخير تشكيلها
لن
يستقيم الحال بك هكذا ايها الرئيس .. و سينتهي المطاف إلي تحميل الشعب لك
كل الكبوات و الأزمات , و وضع الثوار لإسمك في وسط قائمة أعداء الثورة , و
انفضاض الناس الذين يدعموك ضد العسكر من حولك
فقد يفقدون الثقة قريبا أنك بالفعل ضد العسكر
أشرك القوى الوطنية و صارح الثورة و لا تحاول ارضاء المجلس و الشعب معا فينبذك الإثنان
و لا تُكرر غلطة شرف