يتحدث بعض المشاهير كثيرا بافتخار عن كونهم شاركوا في احتجاجات ما قبل الثورة و شاركوا في الثورة , و يخاطبون من شارك بعد ذلك ببعض أو كثير من الإزدراء .
جيد .. يقول أحدهم :
أنهم عارضوا عندما كان للكلمة ثمن !
انا لست أحد ثوار ما بعد الثورة .. فأنا شاركت في المعارضة بكل شكل مُتاح منذ كان عمري 15 عاما تقريبا .
لكن ماذا كنت أخشى و انا أعارض وقتها ؟
كنت أخشى أن يتم إختطافي و تعذيبي .. أو اعتقالي
خاصة أني لم أكن مشهورا أو نصف مشهور .. حتى تتناقل وسائل الإعلام أخباري و تضعني تحت المجهر
لكن أن يُخاطب أحد المشاهير بحماقة الشباب المُختلف معه - و إن كان إختلافا حاداً و وقحا - قائلا لهم كان للكلمة وقتها ثمن ؟
عزيزي ؟ أكان ثمنها طلقة في العين ؟ هل كانت قنابل الغاز تُلقي عليك من السماء وقتها ؟
و أنت - كمشهور - ماذا كان سيحدث لك إذا تم القبض عليك أو التحقيق معك ؟ ستقضي ليلتك على البلاط ؟ أنعم و أكرم !
كلمة في أذنك التي تطاولت فخرا , ذلك الشاب المجهول الذي نزل مرة واحدة ( فقط مرة ) في مظاهرة لو وقع وقتها او تم القبض عليه لراح في طي النسيان .. أما أنت فلا !
الخطر الذي خاضه أكبر كثيرا من الخطر الذي خضته .. فلا تزايد عليه !
أيضا ... حدثني كم من الآلاف حصلت عليها من وراء الثورة ! و كم من التلميع حصلت عليه ؟
بينما هؤلاء لم يحصلوا و لم يطلبوا شيئا .
أما عن الفكرة في ذاتها فغرابتها من غرابة طارحها ..
أن يكون الذي سبق له فضل على الذي لحق .. بينما قد ينام اللاحقون على فخوذهم لاحقا تاركين النضال لغيرهم .. معتمدين على سيرتهم الحسنة , مكتفين بالظهور أمام الكاميرات و قعدات السمر , و مغازلة الفتيات الصغيرة !
لا سيدي .. ليس هناك شيئا يُدعى سيرة حسنة .. فكم من مُعارض مسح تاريخه بموقف اتخذه في آخر عمره ! و الأمثلة كثيرة .
و لو تحدثنا بالتحديد عن بعض الأشخاص الذين شاركوا في حراك ما قبل الثورة ..
فسنجد بعضهم لا يفعل شيئا غير التنظير الفارغ و القفز على عمل الناس على الأرض و محاولة نسب الفضل او بعضه له بدون وجه حق ..
و بعضهم شارك في الثورة ثم دار على الناس يطلب منهم الرحيل من الميدان قبل أن يجري نحو القنوات الفضائية سريعا لينسب الفضل له و يتمسح في هذا و ذاك .. و كلٌ يحاول التباهي بكل معلومة لديه ..
و البعض كاد أن يطلب من المجلس العسكري ان يحذف منافسه من القوائم الإنتخابية .. أو وقع لهم على بياض أنهم أصحاب البلد ..
و بعضهم احترف القفز من مركب لآخر .. حسب الموجة
خيبة عليها !
بماذا تُزايد على من لحق مهما كُنت مُختلفا معه .. بأسبقية لا تُزيدك شيئا عنهم !
فبعض ثوار ما قبلها .. هم أسوأ ما فيها ,, و بعض من لحق بها هم خير من كان شارك فيها..
و العكس صحيحٌ أيضا ..
استقيموا