اعتصمت السيدة
سُعاد نوفل لمدة شهرين أمام مقر داعش في مدينة الرقة, و تقول عن أسباب ذلك :
" نحنا من
سنتين و نصف ثرنا ضد ظلم الذي تجسد في شخصية بشار و والده من 45 سنة, و الآن نحن
بالإسم مُحررين, مازال الظلم موجود في محافظة الرقة, لذلك الثورة مستمرة ضد الظلم
الجديد المُجسد بشخصيات و كتائب أخرى و منها دولة العراق و الشام الإسلامية – داعش
– اللي عم تعتقل, تخطف, تحجز حريات, تحجز رأي "
داعش, تنظيمٌ
انبثق عن تنظيم " دولة العراق الإسلامية " بزعامة أبوبكر البغدادي, الذي
أرسل في النصف الثاني من عام 2011 بعض المقاتلين لسوريا, فكوَّنوا ما يُعرف بجبهة
النصرة, و بعد فترة قرر ضم كلا التنظيمين, في العراق و سوريا, ليكونا تنظيما واحدا
باسم " الدولة الإسلامية في العراق والشام " و اختصارا " داعش
".
يقول ناشط سوري أنه
من بداية ظهور داعش العام الماضي أرادوا الظهور
كسلطة وليس فصيل هدفه إقامة دولة إسلامية كما يزعمون، بدليل أنهم بدلا من رص
صفوفهم مع الثوار والكتائب المقاتلة انتهجوا سياسة السيطرة على الأراضي المحررة
التي حررها الثوار على مدى عامين من قبضة النظام (حتى أنهم مثلا إن كان بقي في
المدينة نقطتين أو ثلاثة للنظام لم يقربوها) ثم بدؤوا بالتدريج في وضع حواجز داخل
تلك المناطق، فرض قوانين وفق منهجهم التكفيري بأغلبه.. حسب تعبيره، و أضاف "
شخصيا لا أعتقد أنهم يختلفون عن نظام الأسد بل هم وجه أخر له بجعل من الدين غطاء
يصل به إلى مايريد ".
داعش,
التنظيم الجهادي الذي يضم جنسيات مُختلفة, لم ترتضي جبهة النصرة – و هي تنظيم بنفس
فكر تنظيم القاعدة – أن تكون مُدرجة فيه أو تحارب تحت لوائه, اعتراضا على منهجه و
الفظائع الذي يقوم بها من قتل و حرق و تفجير و اعتقال, حتى أن القتال قد احتدم
بينهما مُؤخرا رغم مناهجهم المتقاربة.
يقول سيف الله الشيشاني - و هو قائد عسكري
بجبهة النصرة بعد إنشقاقه عن داعش, و تم قتله في عملية ناجحة لتحرير المعتقلين في
سجن حلب المركزي منذ يومين - : " نحن لم نأتي إلى الشام لنعمل إمارة قوقازية,
بل جئنا لنصرتهم ".
يخبرنا نفس الناشطٌ السوري : " أعتقد أن الفرق بينهم و بين جبهة النصرة
أن تلك الأخيرة ( وإن كنت أيضاً لا أوافق على كامل منهجهم السلفي في الفكر
والقيادة ) تقاتل النظام وتتعاون مع كتائب عدة في عمليات مشتركة ضد النظام، و انتبه
أن البغدادي أعلن في وقت ما أن جبهة النصرة فرع عن دولة العراق والشام لكن
الجولاني بادر فورا إلى رفض هذا البيان وأن جبهة النصرة مستقلة تماما عنهم."
و يُكمل : " بداية لم
يكن هناك هذا اللغط الدائر حولهم كما هذه الايام .. مؤخراً أصبحوا يغتالون قادة
الكتائب والألوية ، باتباع أسلوب الغدر والخيانة ومن أشهر الحوادث عندما أعدموا
ميدانيا 120 فرداً من أحرار الشام الذين اعتزلوا الفتنة إن صح التعبير
و أيضا
الاستيلاء على مواقع نفطية في الرقة و مواقع للمحاصيل "
ثم يذكرنقطة مُشيرا إلى أهميتها :
( في المدن التي دخلوها قاموا بتوفير
الأمن للناس بمحاربة اللصوص و قطاع الطرق و قاموا بتوفير المواد الأولية بأسعار
أرخص مما كانت لذلك الناس اطمأنت لوجودهم وبعد حين عندما أرادت داعش فرض أسلوب
حياة لم يعد بإمكان الناس وأد شوكتهم التي ثبتوها)
تقول السيدة ريم عيتاني - و هي
إعلامية لبنانية تهتم بالشأن السوري – تعليقا على ذلك " مزحة سمجة أن تنحصر
خياراتنا بين اللحية الأصولية و الجزمة العسكرية ".
و ترى ريم أن داعش مدعومة بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة من النظام السوري, فقد أعطت فرصة لهم أن يذيعوا بوضوح أن
بديلهم سيكون دولة رجعية ظلامية تُقيم الحد على المدخنين و تفرض الحجاب و تمنع
المرأة من العمل, كذلك ترى أنهم مدعومون من الديكتاتوريات الأخرى التي تقول
لشعوبها هكذا هي نتيجة الثورات فاحمدوا ربكم على ما أنتم فيه.
و ترى ريم أيضا أن ظهور مثل تلك الجماعات
مُؤخرا بطريقة كبيرة في الدول العربية التي قامت بها ثورات أمرٌ طبيعي في ظل جهل
نشرته الديكتاتوريات العربية في البلاد على مدار سنين, بالإضافة إلى مساعدة
الأنظمة لهم و تهيئة المناخ لظهورهم,
لكنه تعتقد أن كمثال في سوريا, لن
يرضى الشعب السوري بحكم مثلهم, و عندما يسقط النظام ستسقط داعش وراءه مباشرة لأن
المعركة بكاملها ستتحول ضدهم, فالثورات معارك طويلة.. حسب وصفها.
أما السيدة سهير الأتاسي – نائبة رئيس
الإئتلاف السوري المعارض سابقا – فخصتنا بتعليق من جنيف: " داعش ليست فقط عدو
للثورة السورية, بل أيضا بتطرفها و ظلاميتها هي عدو للبشرية ".
و ترى سهير أن أهداف داعش بعيدة كل
البعد عن أهداف الثورة, و ظهورها عقَّد الأمور كثيرا على الأرض, وأن شباب الثورة
في المناطق التي تسيطر عليها داعش باتوا في نفس الخطر من الإعتقال و التنكيل بهم,
و تؤكد أن داعش يعملون ضد الثورة و في مصلحة نظام الأسد.