وتلك الأيام..
لما كان الوضع العام تمام..
والواقع مش واضح..
والتكشيرة مش في الوش..
والزمن مفهوش غش..
والحلم لما بنصحى بننساه..
وبنقلب الحلم حياة..
وبنسمع كلام حرام.. عيب.. مايصحش.. ويحكولنا
ع الدم والاحساس..
ويقولوا كلام الناس.. بصات الناس.. ونضحك
ونقول ديك أم الناس ..
وتلك الأيام..
نمنا امبارح من غير أكل..
من غير عدل..
من غير حكايات بليل..
من غير مواويل..
من غير سكر..
من غير ترتيب أي مُقرر..
من غير صاحبنا المسجون..
من غير ما القلب الموجوع.. ينام محضون..
وتلك الأيام..
لما كانت الدنيا أهدا..
وسط صوت الرصاص والدم..
والهتاف من كل فم..
والكتف في الكتف..
والكف في الكف..
والعرق على الخد جف..
والندا بالصوت يثَّبت..
لما ينادي صاحبي : اثبت..
لما يقع فاشيله واجري..
وارجع اهتف..
حتى لما مسكني عسكر..
كنت بهتف..
حتى جوه سجني بهتف..
وتلك الأيام..
لما كان الحجز ضلمة..
واللي حكم عليا ظلمة..
خمس سنين..
عشر سنين..
أحكام بالجملة..
يومها اضربت عن الطعام..
وعشت انا وامعائي في ركن هادي في الزنزانة..
في سلام..
وجوايا ألف دانة..
وألف حلم..
وألف كلمة حرة..
وألف غنوة..
وألف حضن ..
وألف قهرة..
وألف سجن.
وتلك الأيام..
لما نرجع تاني نركب..
ثورة تاني..
أو حبيبي الغالي يرجع..
أو حنيني البادي يشفع..
حب تاني..
لما نرجع يبقى لينا..
كل شارع في المدينة..
والحواري..
واالقهاوي..
والمصانع..
والعماير الطالة ع التحرير..
والغني ويا الفقير..
واللي قتلوا في السجون..
والفرح جوه العيون..
والحماسة في الصوت تبان..
في الهتاف..
في الغنا..
في الكلام..
في السلام..
في الأمان..
لم يرجع الميدان.
وتلك الأيام..
مش هنسكت..