القوائم الحزبية
____
المرحلة الأولى من الإنتخابات شارك فيها مجموعات من شباب الثورة على قوائم الثورة مستمرة و قوائم حزب العدل و بنسبة أقل على قوائم أخرى
و شارك بعضهم فردي في دوائر مُختلفة
الصراع في القوائم كان الإسلاميين هم رمانة الميزان فيه .. فإما أن يُعطي الناخب صوته لقائمة من قوائم الإسلاميين بناءً على إنتمائه الفكري .. أو لإعتقاده أن رجال الدين الطيبين هم الأصلح للسياسة دون غيرهم .
و إما أن يُعطي الناخب صوته لمن يقف ضد الإسلاميين لأنه يخشاهم ولا يثق فيهم .
و نسبة قليلة لم تجعل الإسلاميين همهم الأكبر , و أعطوا شباب الثورة بعيدا عن فلول الكتلة المصرية ..لإيمانهم القوي و النقي بالثورة
هذا الإستقطاب الحادث و الذي تسببت فيه القوى السياسية الكبرى في مصر .. دهست شباب الثورة بينهما دون تحفظ أو تأنيب ضمير
لكن في ظل هذا الجو النخبوي الفاسد .. لم تشارك القوائم الثورية في هذا الإستقطاب لهاثا وراء كرسي في البرلمان و حافظوا على مبادئهم للحفاظ على الوطن و نصرته دون إهمال ذلك في سبيل مصلحة شخصية أو حزبية ضيقة .
الدعاية الإنتخابية
____
مُراقبي الإنتخابات من منظمات الُمجتمع المدني سجلت كثير من المخالفات التي قام بها الجميع , كانت مُعظمها الدعاية الإنتخابية في اللجان و خارجها و شارك في ذلك بكثافة الأحزاب الإسلامية و الكتلة المصرية و استخدموا التبرير الغير أخلاقي " الغاية تُبرر الوسيلة " , و لم يُسجل أحدهم تقريبا أي مخالفة إنتخابية قام بها شباب الثورة المشاركين في القوائم أو فردي
و كان إنتصارا للمبادئ التي قامت الثورة لترسيخها في مصر و عند المصريين
رغم أنهم هم أكثر الناس إحتياجاً لمثل هذه الدعاية لقلة إمكانيات حملاتهم الإنتخابية فلم يستطيعوا الوصول للجميع , و فرصة وصولهم أمام اللجان و التواصل مع الناخبين هي فرصة لم تُتح لهم خصوصا في أي وقت سابق خلال العملية الإنتخابية .
القوى السياسية و الثوار
____
لم يدعم أحد الثوار المترشحيين فردي في أيٍ من الدوائر .. و أخص بالذكر القوة الأكبر في الشارع و هم الإخوان .
كان مُفترض أن يعلو الإخوان و يتعاملوا مع الأمر ككيان كبير و يدعموا هؤلاء الشباب الذين لا يجدوا شيئا يعتمدون عليه غير مبادئ الثورة .
حتى و إن تلاسنوا مع بعضهم لم يكن من الطبيعي و المنطقي أن ينافس الإخوان شباب الثورة على عدد كراسي قليل جدا لن يُضيرهم إن أخلوا لهم الدوائر و إن لم يدعمومهم على الأقل تركوهم يخوضوا منافسة أقل شراسة في أول تجربة إنتخابية لهم
و ليكون لهم تمثيل و لو بسيط في البرلمان .
لكن الإخوان لم يفعلوا ذلك و دخلوا في حرب ضروس شارك فيها معهم باقي القوى السياسية الأقل تأثيرا في الشارع دون هوادة مع شباب الثورة .
مصطفى النجار - محمد يسري .. حالة توضيحية خاصة
___
تجلىَ ذلك الفعل في حالة مدينة نصر بين مصطفى النجار - و هو أحد شباب الثورة شاء من شاء و أبى من أبى - مع المرشح السلفي د. محمد يسري
مُرشح سلفي أمام أحد شباب الثورة و للعجب وسطي الفكر و ينتمي لحزب لا يُعادي الإخوان المسلمين .. فيُخلي الإخوان الدائرة من مرشحٍ فرديٍ لهم و للعجب ايضا ليدعموا بكل شراسة المرشح السلفي !
كان مثالا صارخا سقط فيه الإخوان بكل تأكيد سقوطا ذريعا بأفعال لا يُقال عليها أقل من أنها أفعال صبيانية !
لدرجة أن بدعمهم وصل صيت محمد يسري و ارتفع أكثر من مرشحهم الذي لا يعرفه احد خارج إطار دائرته التي نجح فيها من قبل أيام مُبارك الرئيس المخلوع لكن هذه المرة جذبه المرشح السلفي معه ليخسرا معا.
مارسوا في تلك الحملة كل ما يملكون من أسلحة مشروعة و غير مشروعة - بالتعاون مع المرشح السلفي - لإسقاط أحد شباب الثورة !
كُنت أتصوّر أن يتجه دعمهم لهذا الشاب دون تفكير أو على الأقل أن يسكتوا فلا يدعموا أحدهما .
الثورة و الإنتخابات
___
لم تكن الثورة لتغيير النظام فقط , لكن لتغييرنا نحن أيضا و تغيير تفاصيل الحياة السياسية و أدواتها في مصر ,
قامت لتجعل التنافس شريفا لأن الكرسي ليس هدف بقدر مصلحة مصر الذي يحمل المرشح أفكار يُريد نافذة لتنفيذها
كانت ثورة لتُرجع للمبادئ قيمتها في بلد تغايبت فيها المبادئ و حجبها الفساد المُقيم
و كمثال توضيحي :
أقامت عضوة من أعضاء حزب العدل الدنيا و لم تُقعدها لأنها عرفت أن أحد المُرشحين حاول بعض مناصريه الغير منتمين للحزب توزيع فلايرز لحزب العدل أمام إحدى اللجان !
كانت معركتها الحقيقية هي كيف نفعل ذلك ؟ لا يجب أن نتنازل عن مبادئنا أبدا ..
بينما مارس الجميع كل المخالفات المُتاحة مادام قد غاب الرقيب
نجح الثوار حين إنتصروا لمبادئ الثورة .. و سقط الآخرون حين فشلوا في ذلك
نجح شباب الثورة حين كانوا ثوارا في الإنتخابات أيضا.. و سقط الجميع حينما حاربوا شباب الثورة و لم يحافظوا على مبادئها