عندما بدأت أصوات الحرية تأتي من تونس لتهز العالم العالم العربي و تصنع ثُقبا في جدار الظلم و القهر , و بعدها أصوات ميادين الحرية في مصر التي جعلت الثقب عملاقا تأتي من خلاله نسائم الحرية لتحرق الحكام و تنتشي الشعوب بها .
وقف العالم وقتها مصفقا , مُلوحا , مُشجعا ... لكنه لم يتب و لم ينسى أبدا أنه عالم كذّاب .. حكامه ذئاب و كلاب و ذباب.
لم يقف فعليا بجانب الثورات أحد .. غير الشعوب ..و ادعى الحكام والساسة وقوفهم بجانبها حينما شعروا بقرب النصر لها و بقوتها .
و الآن إنتكسوا على رؤوسهم .
عندما يخرج نبيل العربي .. ذلك الذي رفعه البعض فوق الأعناق كرمز جديد لقوة السياسة الخارجية المصرية بناءً على تصريحاته الناريّة .. و يذهب إلى سوريا مُحملا بآهات شعوب العالم و تحسراتهم على الشعب المكلوم الذي يتم قتله بدماءٍ باردة ..دون أن يقف بجوارهم أحد فعليا .. فينزع من فوق رأسه هموم الشعوب و يقف بجانب القتلة و السفاحين ليقول عليهم زعماء و سلاطين !
قم و اسكر مع بشار من دماء سوريا ...
في صحتك !
عندما تقف الحياة في اليمن ... تقف و الشعوب في الشوارع و الميادين منذ شهور ,, و الحاكم في أضعف حالاته .. و النظام لم يعد نظام .. ثم يتهاون العالم عن نصرة الشعب اليمني ليروا بأعينهم رفع الظلم عنهم .. و يستضيف آل سعود سفاحهم ليخرج عليهم مرة ثانية بخطاباته الرديئة و سواد قلبه قبل وجهه .. ليستمر في تفاهات حديثه ..!
فقوموا يا آل سعود و اسكروا معه من دماء اليمن ....
في صحتك !
عندما يُعلن مجنون ليبيا حربه الثقيلة على الشعب .. فيسكت العرب .. يتخاذل العرب كعادتهم .. و يأتي التدخل الأجنبي من أجل شعب ليبيا ظاهريا .. فيتحكمون في وتيرة الأحداث .. مرة لا يضربون و يتركون القذافي بعصابته يتقدم .. و مرة يضربون فيجعلون الثوار يتقدمون .. فأصبحت كل خيوط اللعبة بيدهم .. و للثوار خيط واحد لا يستخدمونه إلا بإذنهم
رفع العالم الغربي برقع الحياء .. فأعلن أنه بطائراته يقذف هناك من أجل الشعوب .. و لكنه واقعيا يقذف من أجل أن يكون حاكما مُتحكما من وراء الستار
لا تهمه الدماء السائلة و الأجساد الممزقة و الأفواه الجائعة
و لا يهم العالم العربي بحكامه كل ذلك .. !
قوموا جميعا و اشربوا و اسكروا من دماء ليبيا ...
في صحتك !
أما في مصر و تونس ... فالآن صحصح الحق
إنفض الجميع من حول الثورة ... و من حول مطالبها ... ليكونوا مُحرضين ضدها ,, أو ساكتين عنها
صحصح الحق و عرف الجميع أن هذه الثورة ثورة شعب .. و الباقي كله لم يكن يوما معها
البعض أعجبته كفيلم بطولي عملاق من أفلام هوليود .. و عندما إنتهى الفيلم أغلق التلفاز و انتهى الأمر
و البعض رآها كعكة كبيرة مرصعة بأشلاء الشهداء .. يحاول الإقتطاع منها الآن.. لا يهمه رأس شهيد يقابله و على شفتيه إبتسامة و جمجمته مُحطمة
أطعم بطنك الجائعة منهم .. بل و زد عليه و اسكر من دمائهم .. دماء الشهداء ..
في صحتك !
في صحتك ... أيها الكاذبون .. فأنتم لم تكونوا يوما مع الحرية بل كنتم دائما أعداءها و إن إدعيتم عكس ذلك
في صحتك .. أيها المنتفعون .. فإن كان هدم الوطن و كبت الحرية هو المصلحة الشخصية لفعلتم دون ذرة ندم
في صحتك .. أيها العالم ... فالأحرار فيك لا يحكمون
فاسكبوا دماء شهداء الحرية في الكئوس ... واسكروا
في صحتك