Monday, November 5, 2012
الدين و السياسة
Friday, August 31, 2012
الأحزاب الجديدة .. و الفرص السانحة في إنتخابات قديمة .
في ظل وجود رئيس منتخب من جماعة الإخوان المسلمين يؤثر أداؤه سلبا و إيجابا على فرص حزب الحرية و العدالة في الإنتخابات القادمة
و في ظل إنشاء حزب الدستور الذي جمّع -بطريقة أوضح- القوى الليبرالية و إن كان تحت تعريف لا أيدلوجي باهت
و في ظل إنشاء حزب مصر القوية الذي سيجذب من يميلون للفكر الإسلامي الأكثر تحررا و لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين
و في ظل تراجع أسهم الحركة السلفية بعد فضائح لبعض نوابهم في البرلمان
و في ظل إنشاء حزب الأمة المصرية " المُذعن تدشينه " و الذي يتزعمه حازم صلاح أبواسماعيل بكل جدله
هذه المتغيرات لا تنفصل عن نتائج الإنتخابات الرئاسية التي حصل فيها صباحي على نسبة مرتفعة من الأصوات بعد عملية تشويه كبيرة للمرشح الثوري الآخر أبو الفتوح ..
و حصول محمد مرسي في الجولة الأولى على أعلى نسبة رغم دخوله السباق متأخرا و كاحتياطي للشاطر
و حصول شفيق على نسبة مرتفعة في ظل تخوّف الناس في هذه الفترة من نتائج الثورة و نزول أموال الحزب الوطني المنحل و رجال أعماله بكل قوة في السباق
و تأخر أبو الفتوح للمركز الرابع بالرغم من دعم السلفيين - نظريا - له
من كل هذه المعطيات و غيرها أرى في ظل التحرك الطبيعي للأحزاب الجديدة و القديمة على الأرض و في الإعلام من الآن و حتى تحديد موعد الإنتخابات و إقامتها .. سيكون التوزيع كالآتي إذا نزلت تلك الأحزاب على ما يقرب من 100% من المقاعد بنظام القائمة :
حزب الحرية و العدالة 40% حزب الدستور 25% السلفيين 20% مصر القوية 10% الوفد و أحزاب أخرى 5%.. ا
حزب الحرية و العدالة - الإخوان- أثبت أنه يمتلك ميكنة إنتخابية كاسرة للعظام بالإضافة إلى إمتلاكه كوادر إنتخابية في جميع مناطق الجمهورية .. و إزدياد شعبية مرسي مع الوقت
يؤهله كل ذلك لأن يحتفظ بأكثرية في مجلس الشعب
حزب الدستور .. يمتلك خطا واضحا - نظريا - سيجذب به مُؤيدي الثورة كإختيار رقم واحد بالإضافة لمناهضي الإخوان و الإسلاميين ممن أعطوا لصباحي و أعطوا لاحقا لشفيق نكاية في الإخوان في جولة الإعادة .
و هو يتفوق على حزب مصر القوية لأنه يملك خطا أكثر وضوحا منه .. فحزب مصر القوية مازال يحتاج إلى الوقت ليملك خطا أكثر وضوحا يدفعه لحصد مقاعد أكثر في إنتخابات تعطي ظهرها للمنتصف و تميل لإنتخاب الأطراف
رغم توقعي لحزب مصر القوية أن تتثبت أقدامه بعد ذلك و اهتزاز حزب الدستور لاحقا باستقالات مؤثرة لعدم تجانس بعض القيادات تحت مُسمي اللاأيدلوجي و سيظهر ذلك مع الوقت .
أما السلفيين حزب النور و حزب ابواسماعيل فسيقتسمان تورتة ناخبي الدعوة السلفيّة التي قلت سلفا بعد فضائح مُدويّة إعلاميا قام بها بعض النواب السلفيين , و قيام بعضهم بحركات ساذجة كان مسار سخرية الجميع
لكن يبقى لهم رصيد مميز بناءً على رصيد مشايخ الحركة الداعمين لها ..
التحالفات تقلب المنضدة
إذا تحالف حزب الدستور مع حزب مصر القوية كفرسي رهان مع بعض الأحزاب الصغيرة الأخرى .. أتوقع أن تزيد حصتهما معا 10-5% على أقل تقدير ليحصدا من 40 إلى 45 % من أصوات الناخبين
و لتقل هذه النسبة المُكتسبة لهم من حصة الإخوان المسلمين و باقي الأحزاب المشاركة للوفد في ال 5% و التي غالبا ستكون مشاركة في هذا التحالف .
و قد تصل النسبة لأغلبية إذا انضم لذلك التحالف فصيل سلفي بنسبة صغيرة .. و هو أمر غير متوقع
في المقابل تحالف الحرية والعدالة مع السلفيين هو أمر غير متوقع لأسباب نفسيّة في الأساس , و تحالف مصر القوية مع الحرية و العدالة أيضا أمرا غير متوقع لأنه إن حدث فسينتهي مصر القوية تماما لاحقا و سيُصبح مُجرد تابع للإخوان في ذهن الناخب المصري
و أبوالفتوح و ذمرته أذكى من أن يفعلوا ذلك
يبقى أن يتحالف الحرية والعدالة مع بعض الأحزاب الصغيرة و التي قد تهرب إلى تحالف حزب الدستور مع مصر القوية إن تم
و الأغلب أن يكون الحرية و العدالة وحيدا بعيدا عن التحالفات
و تحالف حزب ابواسماعيل مع النور أمر صعب أيضا .. لأن أبواسماعيل سيرى فرص حزبه أكبر لسابق شعبيته كمرشح رئاسي , و سيرى النور أنه الأحق برؤوس القوائم و الأغلبية لقدمه و سابق خوضه لغمار تلك الإنتخابات من قبل .
إذً فالتحالف الأقرب للعقل و للنجاح هو تحالف الدستور - مصر القوية .. إذا تنازل الجميع ليكون التحالف 50-50%تقريبا دون تحذلق من أحد أو طمع ..
و بغض النظر عن فرص البعض مُنفردا نظريا ..
النظام الفردي
سيحصد الإخوان الكثير من المقاعد إذا كان النظام فرديا .. فموقعهم بين السلفيين و غير الإسلاميين بما يملكوه من كوادر تدعم نزولهم على 100% من المقاعد بشخصيات لها بعض الشعبية .. يجعل الإعادة تميل في أغلب الأحيان إليهم .. فإذا كانت الإعادة بينهم و بين السلفيين مال الناخب الذي أعطي لغير الإسلاميين أن يُعطي الأقل تشددا
و إذا كانت الإعادة بينهم و بين غير الإسلامي .. مال الناخب الذي أعطي للسلفي أن يُعطي الإسلامي
و في كلا الحالتين سيكون الإختيار مرشح الإخوان المسلمين بنسبة مرتفعة
قد تصل ل 60% من المقاعد
المحليّات
ستميل أكثر للإسلاميين لامتلاكهم كوادر منتشرة في كل مكان .. و هو ما تفتقده الأحزاب الأخرى في الغالب .. و المحليّات شخص المرشح مُؤثر أكثر من إسم حزبه في الأغلب .. لقرب الناخب و المنُتَخب الشديد من بعضهما البعض .. و تأثير ذلك على الإختيار .
تماسك ما بعد الإنتخابات
الأحزاب التي ستتماسك أداءً و نمواً في الفترة التالية للإنتخابات و حتى موعد الإنتخابات التالية ستستمر و تقوى و تُثبت أقدامها
حزب مصر القوية يحتاج لعدد من المقاعد ليحصل على هذا الثبات
حزب الدستور سيحدث فيه قلاقل يجب أن تنتهي بأقل الخسائر الممكنة و أقل استقالات ممكنة من نُخبه ليستمر
حزب الأمة المصرية سيحتاج إلى تدهور حزب النور و جذب بعض المشايخ المؤيدين له اليه ..
في النهاية ..
آمل أن تُفرز هذه الإنتخابات نتائح تُثبــِّت الأحزاب الجديدة على الأرض ليكونوا منافسين يضمنوا حدوث تداولا للسلطة .. و أيضا ممارسة حزبية و سياسية فاعلة من الحزب الحاكم لأن حكمه سيكون دائما مُهدد إن أساء
Tuesday, August 7, 2012
آمـرسي !
رئيسي العزيز مرسي ..
Thursday, July 19, 2012
غلطة شرف
Wednesday, May 2, 2012
الجريدة .. قصة قصيرة
يقرأ سطورها و ما بين السطور يفعل مثل ذلك , يتأمل الإطارات المزخرفة و الأشكال المرسومة بفن إغريقي ذي نكهة فرعونية أصيلة
الجريدة .. جريدته اليومية
جريدة سحرية بها ألف باب و عمود و صفحاتها ليس لها عدد و كلماتها منقوشة على صفحاتها بخطوط مختلفة و ألوان متناسقة , ترسم لوحات فنية مستخدمة في ذلك الحروف و الهمزات و التشكيلات و أساليب البلاغة .
جريدته اليومية مُتجددة , فترى على صدر صفحاتها أخبار سنوات مضت و في كل صفحة جديدة أحداث جديدة و تواريخ جديدة
و أيضا جريدته اليومية متنوعة , بها من الفن و الطرب مثل ما بها من السياسة و الصخب , و كمحب للرياضة للرياضة فيها جانب و كذلك الأزياء و الموضة و الشعر و قائليه و القصص و كاتبيها .
و الكلمات المتقاطعة بها تشغل حيزا مُهما , تتخالط فيها المربعات السوداء و الفارغة بشكل هندسي يتكامل مع باقي صفحات الجريدة التي ليس لها نهاية .
جريدته هي صديقته الودودة , يحملها و هو يجلس مساءً في ذلك المكان الهادئ يُدخن الشيشة و هو يتصفح صفحاتها , و صبي الشيشة يمر من عليه ذهابا و إيابا و هو يختلس النظر بعينيه لعل عينيه تحظى بقراءة خبر من تلك الجريدة السحرية .
يأخذها معه صباحا لشانتيه , ليأخذ قهوته الصباحية و هو ينفث دخان سجائره بين أسطرها و هو يقرأها , و الكل يتابع قراءته و يتمنى أن يمتلك جريدة سحرية كجريدته .
و ليلا .. ينام و جريدته بجانبه يشم رائحة اوراقها بأنفاسه الطويلة الرتيبة كل ليلة .. ليستيقظ منتشيا من رائحتها السحرية ,
بالطبع جريدة سحرية .. رائحتها لن تكون إلا سحرية !
كان يُحب أخبار جريدته النكدة , كما يُحب أخبار الأفراح فيها , و يقرأ كل خبرٍ بنهم , و يُحاول استيعاب كل محتويات جريدته .
و كان فخورا بها , فجريدته ليس لها مثيل , و من الأشياء التي تُفرح الإنسان الطيني أن يمتلك شيئا لا وجود لشبيه له ..
جريدته السحرية نادرة .. و هو يُحب ذلك و يحسده الحاسدون على ذلك , و يتمنى بعضهم لو يغفل عنها بجانبه يوما فيسرقوها دون أن ينتبه .
لكنه لم يغفل .. !
و جريدته لم تغفل أيضا !
لم تكتفِ جريدته بقارئ يقرأها ليل نهار , كانت ترى أنها كجريدة سحرية لا يستحق أحد أن يملكها لتكون جريدته وحده فقط , و تذكرت قارئ قديم لها , و قررت أن تتقاسم أخبارها بينهما , و فعلت .
لانها جريدة سحرية , خلقت من نفسها صورتين , صورة لصاحبها الجديد , و صورة لصاحبها القديم
لكن سحرها لم يكن بكفاءة ليجعل الأخبار متشابهة
فأصبح الخبر المُفرح هناك نكدٌ هنا , و الحفل الراقص هناك معزٌ هنا, و خبر فوز الأهلي هناك هزيمة هنا
أصبحت أخبارها مضطربة , و صورها مشوشة , و فنون زُخرفها باهتة
و بعد حين .. عندما أمسك صاحبها الشيشة تركها بجانبه دون أن يقرأها
و الآخر .. بدلا من قرائتها أمسك بعض الأحبار و شوه زخرفها
و في النهاية أمسكت الجريدة بصفحاتها و بأوابها و العواميد و الكلمات و الحروف .. و جمعت منهم من لم يُشوه بالحبر المسكوب
و رحلت .
خسرت صاحبها و خسرها .
جريدته السحرية
Tuesday, January 3, 2012
الإخوان - البرلمان - الثوار ... إشكالية في طريقها للتعقيد أو الحل
قال الدكتور محمد البرادعي في لقائه الشهير مع ريم ماجد و يسري فودة عقب الثورة مباشرة " إحنا مش هنتهان تاني .. المصريين مش هيتهانوا تاني "
كان تعبيرا يملأ قلوبنا جميعا إيمانا منا بأنه ليس فقط الثورة حررت مصر بل حررت قلوب المصريين و عقولهم فلن يسمحوا أن يستغفلهم أحد مرة ثانية أو يستبيح كرامتهم أو ينتهك حرياتهم
كان الأمل أن يدافع الجميع عن كرامته و كرامة أي مصري كمعركة حياة أو موت .. بل كان إيمانا بذلك
من هنا بدأ التشابك و الإختلاف و القطيعة بين الثوار - بمفهوم الكلمة الشائع - و جماعة الإخوان المسلمين
لقد خذل الإخوان المسلمين جموع الثوار عندما لم يقفوا معهم في مواقف عدة ضد من يحاول إهانة مصر و المصريين مرة ثانية - أياً كان إسمه - بما يتنافى مع أهم ما أملوا في تحقيقه بعد الثورة و الحفاظ عليه .. "الكرامة" .
بدأت تلك المواقف مباشرة في مارس مع فض التحرير بالقوة و قصص التعذيب الموثقة و الكشف عن عذرية حرائر مصر ثم المحاكمات العسكرية المتتالية .
كانت أسباب الثوار منطقية .. و ردود الإخوان على ذلك كانت ردود سياسية تقبل الجدال ... لكنها في كل الأحوال لم تكن ردودا تتناسب مع الثورة بقيمتها و مبادئها .
كان يجب على الجميع أن يوقفوا العسكري عند حده يوم تجرأ على إستخدام العنف ضد الثوار ,, و إن حدث ذلك في شهر مارس لكان الشعب إستلم الدولة منهم منذ وقت طويل مضى .
و كان هذا الفعل متناسب مع قيمة الثورة ة مبادئها " لن يُهان المصريين مرة ثانية في بلدهم "
أخطأ الكثيرون في هذه المرحلة الإنتقالية و أخطأت جميع التيارات السياسية .. لكن الخطأ السياسي يختلف قطعا عن السكوت عن إهانة مصري مهما كان دينه و جنسه و إنتماءاته الفكرية أو السياسية .
الثورة تحققت عندما دافع المتدينون و رافضي التطبيع عن مايكل نبيل و طالبوا بأن يُقدم للمحاكمة أمام قاضيه الطبيعي .. و الثورة فشلت عندما سكت الساكتون عن ذلك بحُجة أنه يستحق ما يجرى له .
الثورة نجحت حينما دافع علاء عبد الفتاح عن أبي يحيي .. الرجل السلفي المتهم في قضية حرق كنيسة إمبابة مطالبا بأن يُحاكم في ظروف عادية أمام قاضيه الطبيعي .. و فشلت حينما سكت الساكتون و الشامتون عن ذلك ..
مارس الإخوان غض البصر ذلك مرارا و تكرارا .. و مع رفضي لذلك إلتمست لهم العذر كثيرا كنوع من غض البصر أيضا عن مسالب فعلهم دعما للتوحد ضد العسكري.
و جاءت إنتخابات مجلس الشعب الذي تحصَّل فيها حزب الحرية و العدالة - الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين - على نصيب الأسد بما يجعله مُتحكما في توجهات مجلس الشعب القادم الذي أقيم في هذا التوقيت بناءً على ضغط إعتصام يوليو الذي لم يُشارك فيه الإخوان .
يقتنع كثيرٌ من الثوار أن تضحياتهم المتتالية في سبيل مصر و في سبيل إتمام الثورة المستفيد الأول منها هم الإخوان المسلمين .. فتحت ضغط دماء الشهداء الطاهرة حصلت الثورة على مواعيد تسارعت مرة تلو أخرى نحو تسليم السلطة و الذي تلقاها الإخوان بمكاسب سياسية متلاحقة بناءً على أنهم الفصيل السياسي المستعد لممارسة سياسة صناديق الإنتخابات الآن
لكن الثوار لم يتوقفوا كثيرا أمام ذلك .. فالعدو الأهم الواضح هو من يعيق تسليم السلطة .. و الثورة قامت ليحكم الشعب باسم الثورة لا ليحكم الثوار باسم الشعب .
و عندما بدأت النداءت المتتالية لتسليم السلطة فورا بعد إنتهاكات حقوق الإنسان و التعذيب و القتل الذي تم بتزايد و تزايد بما أوحى للجميع بأن الفوضى يصنعها المجلس العسكري بنفسه و أن الأمر لن يسلم بوجوده في سُدة الحكم ..
بدأ الإخوان الرد بتصريح ناري إمتدحه الجميع على لسان رئيس حزبه " لن نسمح بعبث المجلس العسكري " و كان هذا التصريح دليلا للمُحللين أن إخوان ما بعد البرلمان سيكونون مع الحق دون غيره و أنه أعطى لهم القوة و الشرعية التي سكتوا كثيرا حتى يحصلوا عليها ليشاركوا الثوار في حماية ثورتهم .. و حماية كرامة المصريين من أن ينتهكها كائنٌ من كان تحت أي مُبرر أو عذر ..
و حينما توالت التصريحات المغايرة تماما لذلك التصريح .. بدأ الثوار في التململ مرة ثانية و الشك في نُصرة الإخوان المسلمين لمبادئ الثورة .. و إستمرارهم في مسك العصا من المنتصف
و برر البعض فعلهم بألا يأخذوا تصريحا من تصريحات الإخوان الآن على محمل الجد .. حتى تتم المرحلة الثالثة من الإنتخابات و ينتهى الأمر.. و كُنت - و مازلت أحاول - أن أكون من هؤلاء ..
لكن هالني رد فعل الدكتور غزلان - المتحدث الرسمي بإسم جماعة الإخوان - في حفل تأبين الشهيد الشيخ عماد عفت .
هاجمه الحضور و رفضوا إلقائه لكلمته - في فعل لا أوافق عليه - و عندهم حُججهم المنطقية بأنهم لم ينفروا لدم المصريين و عرض المصريات دون حسابات أو منافع سياسية .
و عندما مُكَّن غزلان من التحدث توقعت منه تثمين دور الثوار و إمتصاص غضبهم المشروع لأنه يعرف أن نُصرتهم واجب لكنهم لم يساعدوا فيه لأسباب سياسية يعتقدون بها .. لكن خاب ظني عندما بدأ بالحمد و الصلاة على النبي ثم قال أنه كان ينتوي الحديث عن الشيخ الشهيد لكنه الآن سيتحدث في أمر آخر ثم أتبع بحديث عن الديمقراطية و تقبل الرأي الآخر و عن نزول الإخوان مرات بمفردهم .. في حديثٍ أراه مقبولا .. ثم أتبع بقوله " الإخوان هم من حموا الثورة " فقاطعه البعض ليُشيح بيده غاضبا قائلا " إسكت "
ثم أتبع بأن الإخوان أكبر من أن يقودهم مجموعة من هنا أو هناك .
__
فيديو بالحدث
http://www.youtube.com/watch?v=vLc6ckdjDqc
___
لم أتوقع من المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان بأن يكون رده مٌفتقرا للذكاء بهذا الشكل .. و أفزعني تغافله عن أن لا قوة للبرلمان بدون هؤلاء الذي يـُزيد عداوتهم له .. و إن تخلّى عنه الثوار أو كُسرت أعينهم .. سيُقتَّل الإخوان و يـُزج بهم في السجون دون أن ينتفض أحدٌ لنصرتهم .
توقعت منه أن يكون عارفا و مطلعا بأن ما يقود الثورة ليس مجموعة من هنا و هناك .. لكن ما يقودها هو الدم الذي له حقٌ على كل حر .. و الكرامة التي لا يرضى الكريم بإنتهاكها ..
و خاب توقعي .. و خاب ظني
و الآن في ظل تشككي بحسن الفعل و رد الفعل
أقول بوضوح : البرلمان القادم سيكون القشة الذي تقسم ظهر مصر و تُقيم العسكر علينا إن إصطدم الميدان بالبرلمان .. فتحوّل العداء و النضال بين الثوار و بين الإخوان .. ليدهسهم معا المجلس بلا تردد
و بما أن الثوار كيانات نقيّة تبحث عن الكمال .. فندائي لمن حملّهم الشعب المسئولية
للبرلمان الذي أحب أن أعتبره برلمان الشعب و ليس برلمان الإخوان و لا غيرهم
كما أخذتم شرعيتكم من صناديق الإنتخابات .. خذوا شرعية الميدان بتبنيكم لمطالبه ..
تسليم السلطة و نقلها لرئيس مؤقت ينتخبه مجلس الشعب بأغلبية ثلثيه لُيجري إنتخابات في خلال ستين يوما من تاريخه .. هذا هو مطلب الميدان و الذي سينزل به الثوار الميادين ..
فاجعلوا البرلمان إمتدادا لميدان التحرير بحق و تبنوا مطلبهم و لا تخشوا شيئا فالله الذي حمى الثورة .. يقف مع الحق
و الميدان بثواره سيقف في ظهوركم دعما و نـُصرة .
تحمّلوا مسئولياتكم التاريخية .. و انتصروا للثورة و كرامة المصريين .. و إلا فكيف يأتي التمكين لساكتٍ عن حق و مُسكَرٍ من نصر خادع.
إستقيموا يرحمكم الله