رئيسي العزيز مرسي ..
أكتب إليك اليوم و انا رابط دماغي بايشارب الحاجة من الصداع , بعدما كتبت إليك من قبل و أنا سليمٌ معافى , لكن ربنا يسامح اللي كان السبب .
أكتب إليك اليوم .. و قد أصابنا الصداع من الكلام و الأحداث المتلاحقة و من ردود فعلك و فعل إخوانك - بارك الله فيهم يا أخي -
أكتب إليك و اليأس عنوان ما أكتب و أقول لك بكل إحباط : آمرسي يا رئيسي لقد هرمنا
هرمنا من تعلق الإخوان بحبال الوهم مرارا و تكرارا من قبل الثورة و بعدها , و كل مرة يفشلون لكنهم مستمرون
ففي الوقت الذي اتخذوا فيه موقف الملاعب للنظام الساقط برغم أنهم حافظوا على تواجد الإخوان على الساحة السياسية لكنهم لم يُحدثوا الفارق , و أحدثته مجموعات شبابية غير مسيسة و لا يربطها ببعضها البعض إلا صفحة على النت و لا تنظيم و لا يحزنون.
آمرسي يا رئيسي ..
لم يتعلم الإخوان بعد ذلك و هم يرون سقوط النظام بإيدي الشعب بما فيهم شبابهم - بالرغم من جلوس قياداتهم و بعض القوى السياسية الأخرى مع عمر سليمان وقتها - و عادوا لملاعبة النظام القائم بنفس الطريقة القديمة .. حتى إذا نجحوا في مجلس الشعب هللوا .. و زادوا في قربهم و ارتمائهم في أحضان النظام الذي تمطع و سكعهم قفا جعلهم يخرجون للميادين يهدفون ضد النظام العسكري القائم .. و قلنا فاقوا !
آمرسي يا رئيسي ..
و بالفعل نجحت أنت في موقعة عصر الليمون الشهيرة و التقيت مع قوى وطنية تمد يدها للمساعدة في مواجهة النظام الذي سكع الإخوان قفا معتبر و قتل الثوار في أكثر من موقف و حبسهم و حاكمهم عسكريا و كاد أن يقتل الثورة مرات عديدة ..
لكن بعد ذلك فعلت الفعل الشهير الذي يُطلقون عليه : بـخ .
ليه كده آمرسي يا رئيسي ؟
لماذا بخ ؟ هو فينا من بخ ؟
طيب بـخ إنت بقا .
بـخ آمرسي ..
لآن العسكر يلاعبك على الشناكل و انت لقمة سائغة بالنسبة لهم و كل يوم هم يثبتون أقدامهم و أنت تلخلخها و هم يشاهدونك فرحين بما تفعل و أعتقد أنهم مندهشون أيضا .
هؤلاء العسكر قلتم عنهم منذ أسابيع قليلة ما قال مالك في الخمر , و هزموكم في كل المواجهات المباشرة بينكم و بينهم فرادى .. فكيف تُعيدون الكرة ؟!
بـخ آمرسي ..
لأن ما جنيته من خطاباتك العاطفية الأولى خسرته تباعا بما لم يُفعل على الأرض من أي أثار لمشروع النهضة , و المتربصون كُثر .. و يزيدون .
بـخ آمرسي ..
لأن شكلك بقا وحش أوي أوي أوي .. و قد شكلت حكومة موظفين لن تسندك سياسيا و لا نعلم إن كان ولاءهم جميعا لك أم للدولة العميقة و للبيروقراطية فلن تجد فيهم من أحد بجوارك إذا إنقلب العسكر عليك مدعومين بتأييد شعبي - ساذج - كما فعلوا من قبل مع مجلس الشعب وسط تهليل الكثيرين .
بـخ آمرسي ..
لأن شكلك بقا وحش أوي أوي أوي .. و قد قالت عنك الجبهة الوطنية التي دعمتك -بالرغم من كل شيء- أنك نكثت بوعودك و انتهت فكرة الإصطفاف الوطني التي بُشرنا منك بها .
بـخ آمرسي ..
لأن شكلك بقا وحش أوي أوي أوي .. لأنه في ظل كل هذه الأزمات و الأحداث المتتابعة لم تظهر و لو مرة واحدة بالشخص القوي القادر على السيطرة على المواقف بقرارات قوية جريئة فاعلة .. و اكتفيت بتحركات شكلية و كأنك لا تملك شيئا على الأرض و مُجرد أداة يلعب بها المتلاعبون ..
و اكتمل الأمر بعدم حضورك الجنازة تحت حُجج واهية جعلت الناس يلقبونك بالجبان بعدما فتحت لهم صدرك في التحرير .. و لم يتغير ذلك مستقبلا ..
فإن كنت فعلت ذلك بناءً على نصيحة من العسكر .. فاعلم انهم قد ضحكوا عليك
و إن كنت فعلت ذلك بناءً على نصيحة من إخوانك .. فإخوانك سيغرقونك
و إن كنت فعلت ذلك بناءً على شلة الأولاد اللي حواليك .. فغيّر الولاد و هات ناس بتفهم
بـخ آمرسي
لأن أداءك و أنت على رأس الدولة - و قدرنا أن تكون على رأسها في مواجهة دولة عسكرية أذلت مصر سنوات عدة - لم يكن على مستوى المواجهة فأصبحت كما أمسى مجلس الشعب في طريق يسهل فيه الإنقضاض عليكم وحدكم ..
مع إن الناس نصحوك كثيرا إن بلاش المشي في السكة دي و أنها سكة بطالة !
آمرسي يا رئيسي ..
بينما كانت هناك فرصة لأن تكون رجلا قويا .. قررت أن تكتفي بمواقف الإخوان المائعة و نكثهم الوعود المثير للحزن
و بينما كان من المُمكن الآن ان يكون هناك فريقا رئاسيا بقوة الإتحاد .. قررت مع إخوانك بغرور أن تكونوا فرادى .. متفرقين بضعف الفرقة , حتى أن الفصيل الإسلامي الآخر المشارك في الحياة السياسية إشتكى من إنعدام التواصل بينكم و بينه .. !
آمرسي يا رئيسي ..
بكرة تندم يا جميل .
No comments:
Post a Comment