____
قلتها كثيراً، وأقولها مجدداً: ما حدث فى 30 يونيو 2013 لم يكن «ثورة» على الإطلاق. كان «انقلاب» الجيش مدعوما بشباب -لم يخلُ بعضهم من هوى موجّه، و«ممول» ضد الإخوان.. ثأراً لـشهداء افتراضيين ». نجح هؤلاء الشباب -حماساً وعناداً- فى إنهاك الدولة ، وتحولت مصر بين يوم وليلة إلى مشهد رخو بمساعدة فلول نظام مبارك و السيسي المتواطئ ، ليس فيه سوى «ثابتين»: الإخوان بـ«83» عاماً من الوطنية و العمل الفاعل على الأرض، والشباب الثوري الوطني الذي لم يسر مع الانقلاب العسكري . أزاح السيسي و من معه شباب هوجة الأربعة أيام ، وعضّوا على الغنيمة بالنواجذ، وأصبحت أوراق اللعبة فى أيديهم، واستخدموا كل «وساخة» السياسة للوصول إلى سدة الحكم. لعبوا بالجميع: ثواراً وبلطجية.. بسطاء ونخبة.. واختبأوا وراء كل ألاعيب «الميكيافيلية»: من رسم قلوب بالطائرات و القاء كبونات على متظاهري الاتحادية و التحرير وما إن وصلوا إلى الحكم حتى أطاحوا بالجميع وبدأوا «تمكين» رجال مبارك و معهم اثنين او ثلاثة من المحسوبين على الثورة زورا ، فأين «الثورة» فى كل ذلك؟.
السيسي و من معه هم الذين سموا 30 يونيو «ثورة»، وشحنوا «مليارات» الإمارات و الخليج ، وكانت «العربية» و قنوات فساد مبارك قد استبقت الجميع وزادت فسمتها «ثورة الشعب المصرى»، وبعد ثوانى من إعلان الانقلاب على مرسي سمته «معزولا »، وفرحنا وصدقنا.. لأن غالبية جماهير 30 يونيو لم تكن ذاقت طعم ثورة يناير العظيمة . الفلول هم الذين اخترعوا كلمة «خرفان و ارهابيين » سعياً إلى عزل وإقصاء كل رجال التيار الاسلامي -شرفاء ومفسدين- بالرغم من أنهم أنفسهم «كفلول» هذا النظام وأحط الناس لم يُعزلوا من قبل 25 يناير الا من ثبتت عليه جريمة في ثورة كانت رحيمة بهم ، ثم وسعوا نطاق الكلمة لتصبح «اقتلوهم فهم ارهابيين ». السيسي و الفلول هم الذين اخترعوا لـ«30 يونيو» هذا.. شعاراً تبين لحلفائهم قبل خصومهم أنه كان كميناً: ( يسقط يسقط حكم المرشد ) محاولة لخداع الشعب بأن المرشد ذلك الرجل الفاضل هو الذي يحكم و ليس الرئيس مرسي و هذا أمر أبعد ما يكون عن الصحة ، وهم الذين دوخونا ولخبطونا وتبين بعد ذلك أنهم هم «الطرف الثالث». السيسي و من معه فى الحقيقة لم يسرقوا «30 يونيو» من أحد، إذ لم يكن هذا اليوم الا انقلابا عسكريا على السلطة المنتخبة الشرعية , انقلاب على مرأى ومسمع كل أطراف اللعبة وبكامل تواطائها، و حاولوا تحويله من «انقلاب عسكري واضح و صريح » إلى «ثورة» زورا و بهتانا . وبعد اسبوع من حكمهم قرر المصريون أن يصححوا خطأهم وأن يصنعوا ثورتهم بأيديهم، و الثورة على الانقلاب ».
أنجز المصريون في العاشر من رمضان «ثورة» حقيقية، متكاملة، وعلى سُنة الله ورسوله. أكثر من عشرين مليوناً ملأوا شوارع مصر وميادينها.. لا فضل لأحدهم على آخر إلا بـ«كراهية الإنقلاب ». كل المصريين فى 10 رمضان كانوا سواسية، لا أحد ولا شىء يحركهم سوى إصرارهم على أن يستعيدوا بلدهم من كل الذين خدعوهم ونصبوا عليهم باسم الثورة . لا البرادعي ولا محمود بدر و لا حازم عبد العظيم ولا حسام عيسى و لا يوسف الحسيني و لا لميس الحديدي و لا عمرو أديب و لا ابراهيم عيسى و لا العكش و أنثاه ولا غيرهم ممن أسميهم -دون أن يطرف لى جفن- «لاحسي البيادة ».
هؤلاء جرفهم طوفان (10 رمضان ) كما يجرف النهر حشائشه الطفيلية. خرجوا من هذا المشهد المهيب، المتماسك، واختبأ كل منهم وراء ساتر إلى أن يهدأ الغبار ويعرف من أين تؤكل الكتف. ومع أن الغبار لم يهدأ بعد، وبينما تخوض مصر حرباً طاحنة ضد فلول النظام وحلفائهم، أطل «مرتزقة 30 يونيو» برؤوسهم من جديد، وبدأوا يضربون فى كل اتجاه.. وبكل ما فى أعماقهم من «دناوة» وسوء تقدير و«نفسنة ثورية». بدأوا بإعادة تسمية ما جرى فى 30 يونيو: أنها «ثورة» و ليس انقلاب ، فقد كانوا يحلمون انها ستصبح دجاجة تبيض لهم ذهباً،. بعدما صدعوا رؤوسنا بالحديث عن ضرورة إقصاء الإخوان من المشهد السياسى.. و أنهم خونة لمصر وإرهابيين , بالرغم من وطنيتهم التي يعرفها القاصي و الداني . .
هكذا يحاول مرتزقة 30 يونيو إفساد «ثورة 10 رمضان» بشتى الطرق. يبحثون لأنفسهم عن موطئ قدم فى مشهد هزمهم جميعا وليس لديهم من التجرد وطهارة الذمة ما يجعل أحداً من الشعب الذي يحب رئيسه الشرعي يصدق تخريجاتهم البائسة وادعاءاتهم الهدامة. والأمانة تقتضى ملاحقتهم وفضح أغراضهم وألاعيبهم الدنيئة.
هؤلاء أقول لهم: من الآن فصاعداً، وأينما تولوا وجوهكم، ستجدون شرفاء يدافعون عن ثورتهم وعن رئيسهم وعن مستقبل.. لا مكان لأمثالهم فيه.
No comments:
Post a Comment