كان يمشي في وسط جموع المعتصمين في رابعة حينما أوقفه هتاف أحدهم : كنتوا فين و احنا بنتقتل !
كان يقصد مجزرة الفجر عند الحرس الجمهوري ..
لم يرد مُراعاة للظرف القائم .. لكنه كان يُردد في سره : كنتوا فين في محمود محمود , كنتوا فين في مجلس الوزرا , كنتوا فين في ماسبيرو !
تلك الإزدواجية هي الأمر الشائع في المجتمع الآن سواء عند الساسة أو الإعلاميين أو المواطنين ..
فمثلا ليس ببعيد إعتصام التحرير الذي أغلق الميدان فترات طويلة , لم يكن به إلا بعض البلطجية المسلحين, حتى أن الثوار أنفسهم كانوا يخشون المرور منه أحيانا , و أصبح مرتعا لتجار المخدرات و تجار الجنس و تجار البشر .. لكنه بالرغم من ذلك إستمر دون صريخ أو عويل ..
لكن الأمر إختلف مع إعتصام رابعة العدوية .
و شهد التحرير عمليات تعذيب أدانها الغالبية وقتها , و صورة أحد اللصوص و هو مربوط في التحرير مازالت عالقة في الأذهان .. لكننا نسينا و اعتبرنا أننا كنا ملائكة ..
و قطع الكباري و محاصرة البورصة كان حق .. عندما كان يسميه الإسلاميون بلطجة .. الآن يعتبره البعض خروجا عن كل المألوف .. و إرهابا
و دعاوي البعض اقتحام قصر الاتحادية كان أمرا سلميا و ليس به أي تحريض ..!
الإسلاميون كان لهم السبق في إزدواجية الطرح , لكن الجميع لحق بهم لاحقا .
الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر ،
فثارت العجول في الحظيرة ،
تبكي فرار قائد المسيرة ،
وشكلت على الأثر ،
محكمة ومؤتمر ،
فقائل قال : قضاء وقدر ،
وقائل : لقد كفر
وقائل : إلى سقـر ،
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،
لعله يعود للحظيرة ؛
وفي ختام المؤتمر ،
تقاسموا مربطه، وجمدوا شعيره
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة
لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة
أحمد مطر
قفز الكتاتني في أحضان وزير الداخلية السابق - قاتل جيكا - و مستشار رئيس الجمهورية المؤقت حاليا أحمد جمال الدين .. عندما أخبره أن الداخلية ليس معها خرطوش .. أذاع ذلك بيقين, وتصفيق نواب الشعب كان بيقين أيضا.
و قفز من قبل ذلك في أحضان المجلس العسكري .. و هاهم جميعا يريدون دوسهم بأحذيتهم ..
دا مستقبلك يا كابتن .. نط في حضنهم كمان.
عكشنة
أعلم أنك مازلت تضحك على إفيهات عكاشة و تلقبه بالأهبل غالبا .. لكنك غالبا أيضا لا تستطيع تمييز كونك أصبحت عكاشيا مثله ,
كم الأخبار الساذجة المتداولة و التي تنشرها أنت بكل ثقة .. كم مهول, أخبار عكاشية بامتياز
صواريخ جراد - نساء يبعن شرفهن - جرب - 20 جهادي من جيش النصرة يتحرك من العراق الآن في اتجاه مصر ليفجر السفارات ( آه والله زمبؤلك كده ) - اللي في رابعة سودانيين - اللي في رابعة سوريين - اللي في رابعة الشحاتين ..
و ليس هذا فقط ..
الأمريكان حركوا بوارجهم نحو الشواطئ المصرية و الطائرات المصرية المصنوعة في روسيا حلقت فوقهم فكشوا و خافوا !
العجيب أن هذه الأخبار الذي ينشرها البعض بحماس , ينشرها المتعلمون تعليما جيدا, فما بالك بالذين لم يصعدوا علي
سلم التعليم إلا درجات قليلة ؟
جهل عشرات السنين الماضية يتقيأه الجميع الآن بطريقة لم نشهدها من قبل , و اليقين مع الجهل أمرٌ مُفجع صدقا .
كله بالحب
هذا هو المعيار الآن , الجميع يحدد أراءه و مواقفه بناءً على الحب و الكره , فلجنة الدستور لم تكن تمثل مصر سابقا , لأنك لا تحب من فيها و تراهم متشددين و متخلفين ..
بينما لا تعرف أنك في نظرهم متسيب و جاهل ..
و الآن لجنة الدستور لا نعرف عنها شيئا و لا تمثل مصر بأي حال .. لكن الصمت سيد الموقف .. !
الإقصاء كان أمرا مُفجعا لأنه كان يأتي من الإخوان الذي تكرههم , لكنك أقصيت اليمين المحافظ كله بدون أن تطرف لك عين .. لأنك جميل و حبوب ..
لماذا لا ترى ببساطة أنك ليبرالي و بالتالي أفكارك مختلفة عن اليساري و مختلفة عن اليمين المحافظ .. و العكس بالعكس !
لماذا يجب أن يُقصي أحدنا الآخر !
بالمناسبة .. الإسلاميون يرون فكرك خطرا على مصر تماما كما ترى أنت فكرهم خطرا على مصر ..
الحق أبلج و الباطل لجلج
.
.
ما لون فانلتك الداخلية .. لا مؤاخذة !
لا أريدك أن تتعرى أمامي - لا سمح الله - حتى أعرف لون فانلتك الداخلية , بل أريدك أن ترتديها لأنك أصبحت عاريا تماما ..
أصبح ذكر - حقوق الإنسان - نكتة قبيحة
بينما هي مكونة من كلمتين ليس بهما أية قباحة .. ! حقوق و إنسان
أصبحت تبحث في العالم عمن تجاوز حقوق الإنسان لتجعله مثالا لك ! بدلا من البحث عن الأمثلة التي تستحق الإتباع ..
بالمناسبة حينما قال كاميرون ألا نحدثه عن حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي .. لم يقتل أحدا في فض مظاهرة أو اعتصام ..
خيالكم المريض يُصور لكم الأشياء كما تشتهونها فقط ..
و السوريون في مصر الطرف الأضعف الذي تحاولون إقحامه في المعادلة غصبا و عدوانا .. لم يفروا من جحيم الحرب هناك ليحمل أحدهم السلاح هنا ! أو يدخل مناوشات من أي نوع ..
و في النهاية سيعودون إلا يلادهم و سيحملون لكم ذكرى طيبة أو مجرد كوابيس من إشاعات البعض الحقيرة ..
أنت مجرد شخص ملأت الكراهية قلبه فأصبح غير قادرٍ على تقدير الأمور و التفكير المنظم ..
كرهك عرَّاك .. فاستر سوءتك .
No comments:
Post a Comment