يرفع الشيخ يده ليربت على ظهره , يدعو له بالهداية والمغفرة , ويُطمئن قلبه بكلمات طيبة , ثم يدعوه إلى صلاة العصر فى المسجد القريب , ويُهدى له مسبحة.. يذهب الشيخ الطيب الى حال سبيله, يضع يده فى جيبه ليضع المسبحة ..فلا يجد المحفظة
فى لحظة
تبتسم له هو دونا عن الجميع , يقترب منها , يلاطفها ويتودد إليها , ويقترب بشفاهه من وجنتها , يُقبلها قُبلة صغيرة , وإبتسامتها العذبة تملأ ذلك المركز التجارى بجمال برئ , يأتى رجلٌ ينظر إليه فى شك ثم يسحب إبنته الصغيرة من يدها مُبتعدا وتتوه إبتسامتها وسط الزحام
فى لحظة
يرفع صوته فى فرح مهللا , وجميع من حوله صامتون وعلى وجوههم الذهول , قلبه يرقص وعينيه ترقص وجسده يرقص وأغانى الفرح تجد طريقها لتخرج من فمه معلنة أن القلب فى فى قمة الفرح.. وقد زيّن نفسه بردائه الأبيض الجميل , تقف الفرحة فى منتصف قلبه , وتجف الكلمات على لسانه ويُهلل الجميع واللون الأحمر يملأ الكون من حوله ..فقد رد الأهلى على هدف الزمالك بهدف
فى لحظة
يُزعجه نقاش الرجلين الجالسين بجواره فى المقهى , لا يستطيع أن يقرأ جريدته الصباحية بتركيز , ينظر إليهما بغيظ , يتعالى نقاشهما تارة وينخفض تارة لكنه يبقى مُزعجا له , يتأهب للإبتعاد عنهما ويقف ليرحل , يُخرج أحدهما سكينا صغيرا من ملابسه , ويغرسها فى رقبة الآخر
فى لحظة
يقف فى الشرفة ليحتسى الشاى ورائحة القرنفل والنعناع تنعش قلبه وصباحه , تأتى فراشة ملونة تقف بجانبه , لا تخشاه , تفتح جناحيها له ليرى جمالها , وتحتضن نظراته بهما , يأتى أخوه الصغير من الداخل وصوته العالى يسبقه , يُفسد عليه صباحه وتطير الفراشة مختفية
فى لحظة
يبكى بكاءا شديدا كالأطفال , يشجعه الجميع أن يتحمل , يعرف أن الأمر فرض عليه ويجب أن يتحمله , وأنه سيمر كما مر سابقه
يمسكوه وسط كلمات التشجيع , ويُنزل أحدهم سرواله فى حركة فجائية , ويغرسوا فيه السن بلا رحمة , ثم ينزعوه منه .. وقد أتم أخذ الحقنة
فى لحظة
يفتح برنامج التخاطب عبر الإنترنت الشهير , سعيد بأنه سيرى صديقته التى لم يرها منذ زمن , ويشتاق إلى حديثها العميق الدسم , يراها وتراه أخيرا ويأتى صوتها عبر الأجهزة الإلكترونية مُفعما بالحياة , يرن هاتفها الجوال فترد مسرعة لتتحدث حديثاً قصيراً , ثم ترجع إليه تعتذر فهى مضطرة أن تذهب الآن .. تغلق برنامج التخاطب عبر الإنترنت الشهير فى وجهه..وترحل
فى لحظة
يخرج من بيته ذاهبا إلى الجامعة مُنتشيا , والجل يملأ رأسه ليقف شعره شامخا متجها إلى السماء , وعطره الفرنسى يملأ الطريق الذى يسير فيه , وتخطف نظارة الشمس الإيطالية السوداء الأنظار , وملابسه الغالية تزيده بهاءا , وتدفعه الموسيقى الآتية إليه من السماعتين فى أذنيه إلى التراقص وهو يمشى ,.. ينزل باردا على رأسه من إحدى الشرفات , ينظر إلى أعلى ..لا أثر لأحد .. ينظر إلى نفسه وقد إبتلت ملابسه بماء ذى رائحة كريهة
فى لحظة
يرجع من العمل مُبتهجا , يتجه مباشرة إلى حاسوبه الصغير , يفتحه ويفتح صفحة إنترنت , وفورا يدخل عنوان الفيس بوك ليفتح صفحة الدخول إليه , وقد إشتاق إلى أصدقائه عليه , وعنده فضول ليرى تعليقاتهم على الحالة التى كتبها الأمس , يُدخل بيانات الدخول على عجلة , لتأتيه رسالة قصيرة..لقد تم إيقاف حسابك
فى لحظة
يجلس مع عروسه فى حفل زفافهما والحب يرفرف عليهما , أخيرا سيتزوج ! بعد تعب كبير وإنتظار طويل ومشقة جمة , يأتى الأهل والأحباب لإلتقاط بعض الصور التذكارية للحظته الفريدة , تأتى أخت العروس وزوجها وطفلهما الصغير , يقف بجانبه الزوج وتقف العروس بجانب أختها ويضع الطفل الصغير على رجله فى مودة , تٌلتقط الصورة بينما يشعر هو بشئ دافئ على رجله , يرفع الطفل منزعجا , وينظر الرجل بجواره لزوجته غاضبا وقد نست أن تلبس الطفل الصغير حفاظته ! .. وقد إبتل العريس وبدلته بماء طفلهما تماما
فى لحظة
تمر عليه وهو واقفا فى الطريق ينتظر الحافلة , تنظر إليه بدلال وإبتسامتها تنُير عيونها وخدودها وشفهاها .. يبتسم لها ..فتزيد إبتسامتها
ثم تمسحها من على وجهها وتنظر أمامها وتبتعد ..وتأتى الحافلة
فى لحظة
يُولد ويعيش ويموت
فى لحظة
No comments:
Post a Comment