محمود محمد شعبان, مواطن مصري من محافظة الشرقية, يوم 8 نوفمبر 2010 كان يحتفل بعيد ميلاده الثالث والخمسين بوجبة عشاء مكونة من طبق فول و فحل بصل و هو يرتدي كلسون أبيض و بلوفر رمادي و طاقية صوف بنفس اللون, دون أن يعلم أنه من مواليد بُرج العقرب.
محمود محمد شعبان يعمل إداري في مدرسة إبتدائية, و أخيرا أصبح موظف درجة أولى منذ شهورٍ قليلة, ليزيد راتبه الشهري خمسة جنيهات ليصبح أساسيه 353 جنيه شهريا, و بعد إضافة الحافز يُصبح راتبه بالمشتملات585 جنيه شهريا.
حصل محمود محمد شعبان على درجة أولى لكنها يبدو أنها درجة أولى غير مُكيفة.
عم محمود عنده من الأبناء ثلاثة, الكبير عمره 27 سنة, أطلق عليه إسم أكرم إعترافا منه بكرم الله عليهم به, والثانية فتاة عمرها 25 سنة أطلق عليها إسم رضا تعبيرا عن رضائه بكل ما يأتي الله به, و الثالث صابر يصغر رضا بسنتين, و من الواضح لماذا اختار عم محمود إسم صابر.
محمود محمد شعبان, متزوج من السيدة فضيلة عبداللة حامد التي تعمل بعقد مُؤقت في نفس المدرسة و راتبها 198 جنيه شهريا.
السيدة فضيلة لم تكن تعمل لكنها حصلت على تلك الوظيفة عن طريق الواسطة.
بعد إنتهاء يوم عمل استندت السيدة فضيلة على ذراع زوجها و اتجهوا إلى السوق قبل توجههم إلى البيت.
- الواد أكرم كبر و بقى لازم يتجوز, ده إنت إتجوزت أصغر منه بسنتين
بادرت السيدة فضيلة بقول ذلك لينزع عم محمود ذراعه من تحت يدها قائلا :
- أكرم بيقبض 300 جنيه من شغله في العاشر من رمضان و ماشفعلوش انه بيه و خريج كلية تجارة إنه يقبض مُرتب أحسن, يتجوز بهم إزاي ؟ و بعدين مش لما نجوز رضا الأول؟
- بمناسبة رضا انا هدخل في جمعية بمرتبي هقبضها في النص4 آلاف, دول هركنهم على جنب عشان رضا
أعاد سند ذراعها قائلا:
- خير ما فعلتي, لما البنت يجيلها عدلها نبق نبص للولاد, و احنا نمسك شوية في المصاريف
- والله اللي حازز في نفسي أكتر هو صابر, قعدته في البيت تعباني و تعباه, يا حبة عيني تعب في كلية العلوم و مش لاقي شغل, يعني ماكان يشتغل نقاش زي ما كان عايز لحد ما يلاقي شغل.
نزع ذراعه من يدها مرة ثانية قائلا:
- على جثتي, صابر يصبر شوية و هيلاقي شغل يليق بيه, صابر شغله لازم يلبس فيه بالطو أبيض و يقف في معمل.
وصلا إلى السوق فقطعا كلامهما, اشتروا كيلو فاصوليا بـ7 جنيهات, و كيلو أرز بجنيه و نصف, و هم يلعنون الغلاء الفاحش, و اشتروا2 كيلو بطاطس بسعر الكيلو جنيه و نصف, و 5 بيضات للعشاء بجنيه و ربع, و 3 كيلو طماطم بسعر الكيلو جنيه و نصف.
و في طريق البيت لم يتبادلوا الحديث و اكتفوا بدون ترتيب بالدعاء على مبارك في السر.
****
(2)
في ليلة 8 نوفمبر 2011, كان محمود محمد شعبان يحتفل بعيد ميلاده الرابع و الخمسين مرتديا الكالسون الأبيض و البلوفر الرمادي و الطاقية الصوف من نفس اللون, و معه طبق الفول و فحل البصل.
عم محمود زاد أساسي مُرتبه لُيصبح 522 جنيه, والحافز أصبح200% ليكون راتبه بمشتملاته1490 جنيها شهريا.
و السيدة فضيلة تظاهرت لتثبيتها مع زملاءٍ لها, لكن لم يحدث ذلك, و زاد مرتبها ليكون 301 جنيه شهريا,
بعد إنتهاء يوم عمل استندت السيدة فضيلة على ذراع زوجها و اتجهوا إلى السوق قبل توجههم إلى البيت.
- الواد أكرم كبر و بقى لازم يتجوز, ده إنت إتجوزت أصغر منه ب3سنين
بادرت السيدة فضيلة بقول ذلك لينزع عم محمود ذراعه من تحت يدها قائلا :
- أكرم بيقبض 750 جنيه من شغله في القاهرةو ماشفعلوش انه بيه و خريج كلية تجارة إنه يقبض مُرتب أحسن, يتجوز بهم إزاي ؟ وبعدين مش لما نجوز رضا الأول؟
- بمناسبة رضا انا هقبض الجمعية بكرة4 آلاف جنيه, دول هركنهم على جنب عشان رضا
أعاد سند ذراعها قائلا:
- أهو يستروا شوية, لما البنت يجيلها عدلها نبقى نبص للولاد
- والله اللي حازز في نفسي أكتر هو صابر,بهدلته في النقاشة وكل يوم يرجع وشه مخطوف, يا حبة عيني تعب في كلية العلوم وملقاش غير الشغلانة دي.
نزع ذراعه من يدها مرة ثانية قائلا:
- صابر كان لازم يصبر شوية و كان هيلاقي شغل يليق بيه, صابر شغله لازم يلبس فيه بالطو أبيض و يقف في معمل.
وصلا إلى السوق فقطعا كلامهما, اشتروا كيلو فاصوليا بـ12 جنيه, و كيلو أرز بـ3جنيه, و هم يلعنون الغلاء الفاحش, و اشتروا 2كيلو بطاطس بسعر الكيلو بجنيهان ونصف, و 5 بيضات للعشاء بثلاثة جنيهات, و 3 كيلو طماطم بسعر الكيلو جنيهان و نصف.
و في طريق البيت لم يتبادلوا الحديث و اكتفوا بدون ترتيب بالدعاء على المجلس العسكري بصوتٍ مسموع.
****
(3)
في ليلة 8 نوفمبر 2012, كان محمود محمد شعبان يحتفل بعيد ميلاده الخامس و الخمسين مرتديا الكالسون الأبيض و البلوفر الرمادي و الطاقية الصوف من نفس اللون, و معه طبق الفول و فحل البصل.
لم يزد راتب عم محمود و لم يتم تثبيت السيدة فضيلة في عملها.
وبعد إنتهاء يوم عمل استندت السيدة فضيلة على ذراع زوجها و اتجهوا إلى السوق قبل توجههم إلى البيت.
- الواد أكرم كبر و بقى لازم يتجوز, ده إنت إتجوزت أصغر منه ب4سنين
بادرت السيدة فضيلة بقول ذلك لينزع عم محمود ذراعه من تحت يدها قائلا :
- أكرم الشركة اللي كان شغال فيها قفلت ولسه ملاقي شغل بعد لفة شهرين و بيقبض 900 جنيه و ماشفعلوش انه بيه و خريج كلية تجارة إنه يقبض مُرتب أحسن يتجوز بهم إزاي ؟ و بعدين مش لما نجوز رضا الأول؟
- بمناسبة رضا الجمعية كده خلصت, هدخل جمعية جديدة باسمين و هقبض في النص 8 آلاف جنيه, دول هركنهم على جنب عشان رضا
أعاد سند ذراعها قائلا:
- خير ما فعلتي أهو يستروا شوية, لما البنت يجيلها عدلها نبقى نبص للولاد
- والله اللي حازز في نفسي أكتر هو صابر, بعد ما اتصاب في إيده في شارع محمد محمود, تنشل إيدين اللي ضربوهم يارب, ما بقاش لاقي يشتغل نقاش حتى, و قعدته في البيت تقطع القلب.
نزع ذراعه من يدها مرة ثانية قائلا:
- صابر لازم يصبر شوية و هيلاقي شغل يليق بيه, بيقولوا هيشغلوا مصابين الثورة, صابر شغله لازم يلبس فيه بالطو أبيض و يقف في معمل.
وصلا إلى السوق فقطعا كلامهما, اشتروا كيلو فاصوليا بـ13 جنيه, و كيلو أرز بـ3جنيهات و نصف, و هم يلعنون الغلاء الفاحش, واشتروا 2 كيلو بطاطس بسعر الكيلو بجنيهان ونصف, و 5 بيضات للعشاء بثلاثة جنيهات, و3 كيلو طماطم بسعر الكيلو أربعة جنيهات..
و في طريق البيت لم يتبادلوا الحديث و اكتفوا بدون ترتيب بالدعاء على مرسي جهرا بصوتٍ مُرتفع.
..
****
(4)
في ليلة 8 نوفمبر 2013, كان محمود محمد شعبان يحتفل بعيد ميلاده السادس و الخمسين مرتديا الكالسون الأبيض و البلوفرالرمادي و الطاقية الصوف من نفس اللون, لكنه لم يستطع تناول طبق الفول و فحل البصل الذي اعتاد عليهما.
فراتبه لم يزد و لم يتم تثبيت السيدة فضيلة في عملها.
و لم تتزوج رضا, و تم إعتقال أكرم يوم فض إعتصام رابعة, و لم يعمل صابر برغم نزوله الشارع لتفويض السيسي, و عندما ذهبوا للسوق يوم أمس إشتروا كيلو طماطم بـ6جنيهات, و كيلو بطاطس بـ7جنيهات, و كيلو أرزبــ4جنيهات, و خمسة بيضات سعر البيضة جنيها, وكيلو طماطم بـ6جنيهات و لم يشتروا فاصوليا عندما وجدوا سعرها 18 جنيها.
و خشيا أن يسبا السيسي في سرهما أو يدعو عليه, فابتلعا ريقهما في صمت.
محمود محمد شعبان لا يعرف أنه برج العقرب, و ينتظر نوفمبر 2014 بدون أمل