عندما تم قتل خالد سعيد على يد الداخلية رسم بدمائه خريطة تتبعها البعض ضد ممارسات الداخلية الوحشية, و عندما حدثت مذبحة كنيسة القديسين أكملت دماؤهم في رسم خريطة ضد التطرف و الطائفية و استخدام السلطة لذلك عمدا و تورطها فيها, ثم مقتل سيد بلال على يد الداخلية ليُكمل الصورة و يؤكدها.
عندما نخرج في طريق سفرٍ جديد, نلجأ لخريطة صغيرة تُحدد لنا العلامات و الإتجاهات لنمشي في الطريق الصحيح حتى نصل.
و ليس للثورة خريطة إلا دماء شهدائها,
حينما سقط أول شهيد في السويس, حددت الخريطة الإتجاه بوضوح, النظام يجب أن يسقط,
و يوم جمعة الغضب لم يكن بيننا خائنٌ لدماء الشهداء التي روت الكباري و الشوارع و قطرت عطرا في النيل,
و يوم موقعة الجمل, عرفنا أن الجيش لم و لن يكون في صفنا, و يوم ماسبيرو كانت الدماء ترسم لنا طريقا جديدا ليكون سقوط دولة العسكر غاية.
قراءة البعض للعلامات ليسيروا في الإتجاهات الصحيحة كانت متفاوتة, فاختلت اتجاهات بعضهم مُبكرا حينما جلس مع عمر سليمان, و بعضهم حينما سالت دماء الأقباط, و بعضهم مشوا في طرقٍ بعيدة, و مزقوا كل خريطة, و اتبعوا بدلا من دماء الشهداء.. تعليمات العسكر..
و تجلَّى ذلك في محمد محمود.
لكن الأغلبية الكاسحة اتبعوا العلامات الصحيحة, فعندما سال الدم في محمد محمود كانوا هُناك, يسيرون لنصرته, دون إلتفاتا لحسابات سياسية, أو يتبعون أفكارا انتهازية, أو مصالح شخصية.
و توالت الأحداث و الدماء تسيل لترسم الطريق بوضوح, وضوح لم يره من هتف بأن المشير أمير, أو رآه و التفت عنه ليسير وفق علاماته الخاصة.
وفقا للشبكة العربية لحقوق الإنسان, وصل عدد الشهداء في فترة حكم المجلس العسكري ل 215 شهيد, بما في ذلك مجزرة الألتراس في استاد بورسعيد.
و تولى مرسي, و سقط الشهداء على الحدود بلا تأمين أو معلومات مخابراتية, البسطاء دائما يُقتلون في زمن أصبحت حُرمة الدم وهم.
و رحل المجلس العسكري بعدما انتقى مرسي منهم وزير الدفاع, و استمر القتل, جيكا كريستي الجندي.
و بدأت اتجاهات جديدة في الخريطة تُرسم, و نخطو فيها كعادتنا, حتى أحداث الإتحادية بين قتل و تعذيب على بوابات القصر,
كانت الخريطة واضحة كعادتها, بوعد محاكمة المرشد و مرسي,
مرسي الذي ذكر مرارا و تكرارا و برغم كل جرائم الداخلية, أنهم منه و هو منهم, و حياهم بكل حرارة, و لو كان يعرف وقتها أغنية تسلم الأيادي لغناها لهم.
و رحل مرسي و بدأ عهد السيسي بمئات القتلى في أحداث مُختلفة على يد السلطة الغاشمة, و كان ذروة إسالة الدماء في مجزرة فض إعتصام رابعة العدوية.
و كما فعل الإخوان من قبل بإتباع علامات أخرى غير العلامات التي تصنعها الدماء, إتبع آخرون علاماتهم الخاصة, علامات السيسي,
الخريطة واضحة, و الدماء ترسم الإتجاهات بدون إلتباس, لا حُجة لدى أي أحد.
لم نجعل لنا اتجاهات شخصية, و لم نسلك طُرقا فرعية, كانت دائما تلك الخريطة هي الطريق الوحيد, ابتعد من ابتعد و عاد إليها من عاد, لكن كل خُطوة بعيدة عنها كانت دهسا على رفات الشهداء و انتهاكا لحرمة دمائهم.
حتى و إن زيفوا الحقائق, و شوهوا المبادئ, و وزنوا بمكاييل عدة, و جعلوا الحق باطلا و الباطل حق, اجعلوا الخريطة التي رسمتها الدماء صوب أعينكم و اتبعوها.
No comments:
Post a Comment