بين نارين عشنا الفترة الماضية .. بين تباطئ المجلس العسكري و ألاعيبه و بين تشرذم القوى السياسية و إنفضاض الشارع بدرجة كبيرة من حول الثوار وسط موجات من التخوين و إلقاء التهم .
كانت الخيارات أحلاهم مر .. فإما ترك كل شيء وراءنا و الإستمرار في الثورة بدون دعم من أي أحد ! و لا الشعب و لا القوى السياسية الليبرالية و الإسلامية خصوصا.. لتحقيق مطالب الثورة
أو التعجيل بالإنتخابات دون إستعداد كافي حتى نتخلص من حكم العسكر
و بعد محاولات و تشابكات وصل الأغلبية إلى الإختيار التاني .. بعدما أصبحت الدعوة للإعتصام يقرر المشاركة فيها الآلاف و لا يشارك فعليا إلا مئات ..
و بعدما أصبح أمرا يسيرا على رجل الشارع أن يتمنى ضرب الناس اللي في التحرير بالجزمة
و بعدما أصبحت الفرحة الكبيرة هي أن العسكر فض إعتصام التحرير بالقوة
كان الطريق الثاني محاولة لتمثيل الثورة في البرلمان ليكون لنا تواجد فاعل و صوت مسموع يدعمه صوت الشارع و صوت ثواره
حتى أتانا النظام الإنتخابي العجيب ..
قرر المجلس العسكري أن يُهشتك الثوار بدوائر إنتخابية و نظام إنتخابي يُعتبر نوع من أنواع الهرطقة الإنتخابية
تقسيم المقاعد 50% فردي و 50% قوائم
فأصبحت دائرة الفردي ضعف الدائرة المتعارف عليها في المساحة ..
أصبحت واسعة بدرجة لا تجعل هناك سمة فرصة لأي شاب أن يُنافس ولو قليلا .. بعدما هشتكونا بخفض سن الترشح ل 25 عام !!
و لا تُعطي فرصة إلا لبعض الإخوان و كثير من رجال الأعمال الذين كانوا من قبل مع النظام أو قريبين منه .. و الآن سيكونون مع المجلس العسكري و مُطيعين له
أما نظام القائمة .. فهو على نصف عدد المقاعد .. و تتكون القائمة من 4 مقاعد يُمثل فيها العمال و الفلاحون المقعد رقم 1 .. و في الأغلب ستكون المنافسة مُقتصرة عليه لتأخذ كل قائمة مقعدا عن كل دائرة .. أو تفلت بعض القوائم بمقعدين
فما ستخرجه القوائم هو مجلس شعب عمال و فلاحين !
ما بين ال 75% و ال 85% من مقاعد القوائم ستذهب للعمال و الفلاحين
و للعجب كانت إحدى مطالب الثورة خفض نسبة العمال و الفلاحين أو إلغائها .. ليأتوننا بقوانين و دوائر إنتخابية ستفرز مجلس شعب 70% منه عمال و فلاحين
و بعضهم لواءات شرطة و جيش سابقين كما هو العادة
هل تشعر القوى السياسية بهشتكة المجلس العسكري لهم كما أشعر ؟ أم أنهم يحبون الهرطقة ؟
إن لم تتوحد القوى السياسية الآن و تترفع عن خلافاتها لمصلحة مصر لتحاول وضع الأمر أمام الناخب .. إما إعطاء صوتك للقوى السياسية الثورية .. او إلى الفلول و المرتزقة و المنتفعين
و أنا أثق تماما لمن سيعطي الناخب صوته في هذه الحالة .
هذا أو نرتضي جميعا بمجلس شعب لا هو بمجلس و لا هو للشعب .. يأتي بدستور مشوه الملامح , يتحكم في وضعه العسكر لا يأتي برئيس له قدرة على التغيير و بناء ديمقراطية شعبية حقيقية.
أيتها القوى السياسية رحماكم بمصر التي لا و لم يرحمها العسكر
No comments:
Post a Comment