" ماحدش عارف حاجة "
هذا هو الشعار الرسمي الذي يرفعه المصريون الآن .. و نرفعه نحن وراء النُخب المُتلفزة بعد كل حديثٍ لهم في الإعلام ليثبتوا يوما بعد يوم أنهم مثل غيرهم لا يعلمون شيئا و إن كانوا يتظاهرون بغير ذلك .
المشهد ضبابيٌ جدا ,
فبين حقيقة " الإنتخابات " التي تخوضها الأحزاب في ظل تعقيدات كبيرة و قوانين إنتخابية مُعقدة .. تستعد الأحزاب بكل مواردها البشرية و المادية لتسير في طريق تلك الحقيقة التي لا يعلمون نهايتها .. أكارثية ! أم في الإتجاه الصحيح .
الإنتخابات حقيقة .. مازالت نتائجها أوهام
و بين أوهام " إسقاط المجلس العسكري بالمظاهرات " .. و قد أثبتت الأيام أنها أوهام في ظل المعطيات الحالية ..
يسير - بعض - الثوار .. فيخرجون في مظاهرات شهرية أو نصف شهرية مُدعين قبلها أنهم خرجوا ليُرجعوا الحقوق و يُصححوا المسار أو يموتون كما سابقيهم من الشهداء ..
لكنهم يرجعون كما ذهبوا ! بلا تصحيح مسار أو إرجاع حقوق .. إو إستشهاد !
بين هذا و ذاك .. الضباب يلف الأمر بكثافة شديدة في ظل خارطة طريق أكثر ضبابية .
أسأل كل من يشكوا لي الحال : ما الحل ؟
و عندما يبدأ في طرح الحلول أستمهله قليلا لأضع بعض الموسيقى الهادئة لتتناسب مع حلوله العاطفية .
لم تخرج الحلول عن :
تتحد الأحزاب لتكون مطالبهم واحدة و ينزلون بها إلى الميدان , تشكيل مجلس مدني و تجتمع القوى السياسية عليه و فرضه على المجلس , تشكيل حكومة إنقاذ وطني عن طريق القوى السياسية و فرضها على المجلس و يكون لها كامل الصلاحيات .
يطرحون حلولهم الرومانسية و هم لا يعرفون أن تلك النخب و تلك القوى لا يتفقون على توقيت الساعة إذا سألهم أحدهم كم الساعة ؟
لا القوى السياسية ستتحد , ولا النخب ستتوافق .. و ما حدث في الميدان لم يحدث إلا بتأثير وجود الشعب بكثافة وقلة تأثير القوى السياسية و النخب على مشهد الثورة و الميدان .
مثلي مثل الآخرين - الصادقين مع أنفسهم - أملك نقاط غير واضحة وضوحا كافٍ .. لكني أدعي قربها من ذلك .
أرى المشهد يتجه نحو مجلس شعب مشوه .. يخرج منه مجلس تأسيسي لكتابة دستور يتحكم فيه العسكر بعض الشئ.. ليفرض مواد تفصل ميزانية الجيش و تعيينات الجيش و ملفات الجيش عن الحكومة و الرئيس القادم .. و تحمي العسكر من المُساءلة .
ثم إنتخابات رئاسية بكفاءة أكبر
ثم نضال كبير بعد حدوث لُحمة بين الشعب و النظام الجديد لتحجيم سلطة قائدي الجيش
و لن يشارك الثوار في كل هذا ! و سيبقون في مظاهرات لا يتم الحشد لها بطريقة قوية .. و لا تحدث إستجابة لها بالشكل المطلوب .
أنا هنا لا أقول أني ضد هذه المظاهرات الغير قوية بالقدر الكافي .. فأنا بالفعل لا أعلم هل تفيد أم تضر .. و قد يكون الأمر خليطا بين الضرر و النفع .
لكني أنادي بالمشاركة بقوة في ماسميته " الحقيقة " بجانب المشاركة فيما سميته " الوهم " .. فالعمل الذي يحتاج مجهودا أكبر الآن هو العمل من أجل برلمانا أقل تشويها .
___
أدَّعي و أنا رأيت بعيني و شاركت في كلا الأمرين .
الشباب الذي بذل مجهودا كبيرا لتكوين قوائم إنتخابية ثورية مُحاولين خلق فرصا لها في الإنتخابات القادمة .. يتعبون و يقدمون الكثير !
و قد يكون أكثر من نزول الميدان في يوم جمعة في ظل حضور عددي متوقع .. و مخاطر غير موجودة .
و أدَّعي .. أن خروج الشباب من الميدان اليوم ليتجهوا لقائمة شبابية ثورية يعيشوا معهم ليل نهار محاولين إنجاحها .. سيكون عملأ ثوريا من الطراز الأول .
___
في ظل ضبابية الموقف .. يكون تخوين بعضنا البعض بناءً على إنتماءاتنا الحزبية أو مواقفنا الفكرية .. هو هدمٌ على هدمٍ
و يشارك في ذلك الهدم كثيرٌ من الشباب الذي غره نصرٌ لم يأتِ و شهرة أتت على غفلة .. و قلب و عقل و نفس غير مستعدين لكلاهما .
No comments:
Post a Comment