مساءً أوقفني جارٌ إخواني و حيَّاني, لم يرني منذ زمن, تعاملت معه بود, بينما مر علينا عم محمود راكبا دراجته القديمة دون أن يُلقي علينا السلام,
لم أعتد من عم محمود على ذلك, فالرجل لم يتجاهلني أبدا, و دائما ما يُلقي السلام بحرارة,
فتعجبت و تساءلت بصوت مُرتفع,
ليرد جاري الإخواني, " ما سلمش عليك عشان واقف معايا, أصله ما بقاش يرد سلامي" ..
عم محمود عاش فترة من الزمن على مساعدات جاري الإخواني عندما مر بفترة عصيبة صحيا و ماديا لم تساعده خلالها السلطة.
**
في إحدى مدارس الإبتدائي, دخل المدرس الفصل, أخرج من شنطته صورة كبيرة للفريق السيسي و علقها فوق السبورة, و في خشوع طلب من التلاميذ الوقوف, ليحيوا جميعا الصورة.
بينما كانت موظفة إدارية تقف في الخارج, تتحدث مع مديرها بخبث, أنها رأت فلانة و فلانة يُلوحون لبعضهما البعض بعلامة رابعة, و أنه يجب أن يحقق معهما,
أشعر أننا في طريقنا لإصلاح التعليم في مصر, إصلاح الطالب و المعلم.
**
كنت أزور تلك السيدة المُسنة الطيبة, عادت توها من العُمرة, إعتادت أن تذهب لتزور بيت الله كل سنة, عرفتها بطيبة قلبها و حنانها, لم تنجب و كانت دائما ما تعتبرني إبنا لها,
بينما كانت مذيعة الأخبار تتحدث عن مقتل عدد من أنصار الرئيس المعزول مرسي, و تعرض بعض الصور لتلك الأحداث التي وقعوا خلالها قتلى برصاص الداخلية.
وبخشوع رفعت السيدة الطيبة يديها المتوضئتين للسماء و دعت : اللَّهم إحفظ مصر و انصر المسلمين و اقتل جميع الإخوان.
بلعت ريقي في صمت, و استأذنتها في الرحيل.
**
"يصدقون أننا إرهابيون بينما يتم قتلنا في الشوارع كل يوم ؟ سنعلقهم جميعا على المشانق."
مؤيد للشرعية تعليقا على رمي البعض لهم بالإرهاب
**
قبل الفجر بقليل, كانت عربات الأمن المركزي تُحيط بالمكان, كسروا الباب, كانت الزوجة مُستعدة و ترتدي لباسا مُحتشما, كانت تتوقع مجيئهم,
أخبرتهم أن زوجها الذين يبحثون عنه غير موجود,
لم يعيروها إنتباها, و لم يُخرجوا إذن النيابة الذي يجعلهم يقتحمون بيتها ليلا, بحثوا عنه في كل مكان, لكنهم لم يجدوه, فكسروا أثاث المنزل كاملا, ثم رحلوا,
لحسن الحظ لما يأخذوها هي بدلا منه,
لعل صرخات أطفالها منعتهم.
**
أعرفه منذ زمن, بيننا عشرة و " عيش و ملح ", لكننا مُؤخرا بُنى بيننا حاجزا حجريا, أصبحنا لا نتواد, و في الغالب يتحاشاني,
بالأمس رآني فأقبل عليَّ مُتهلل الأسارير, و إحتضني بشدة,
لم يحدث ذلك منذ سنين !
مازال منتمي لجماعة الإخوان المسلمين..
شعرت بخوفه, فاحتضنته بشدة مماثلة.
**
سافر من الأسكندرية لحضور جنازة صديقه في القاهرة, كان حزينا فصديقه في مثل سنه لم يُكمل الخمسة وعشرين ربيعا,
في الجنازة مشى صامتا و تليفونه المحمول على الوضع الصامت أيضا, و عندما إنتهت مراسم الجنازة أخرج هاتفه من جيبه, وجد أن أحدهم إتصل به عشرات المرات, فعاود الإتصال به في لهفة و قلق.
ليأتي صوت صديقه ليُخبره باكيا,
أن صديقا آخر في نفس عمره قد وقع قتيلا في الأسكندرية و جنازته بعد ساعة.
لم يستطع اللحاق بجنازة صديقه في الأسكندرية.
**
" دول ريحتهم نتنة "
على جمعة, مفتي الجمهورية السابق.
**
إتصلت بصديقي مساءً, سألته : إنت في المشرحة؟
فسألني كيف عرفت أنه في المشرحة.
ساذج ! فأنا منذ ستة أشهر كلما إتصلت به وجدته في المشرحة.
**
إعتدت على السفر معه صباحا, منذ شهور كان يملئ السيارة سبا في مرسي, و الجميع يؤيدون كلامه إلا رجلا ملتحيَّا يُحدثهم عن الديمقراطية !
أول أمس ركبت بجانبه, اشتكى من حال البلد, و غلاء المعيشة, ثم مال على أذني و سب السيسي بصوتٍ لا أكاد سماعه,
كان خائفا, الجميع خائف.
**
عندما دخل البيت, سأل والدته الجالسة أمام التلفاز : كم واحد إتقتل النهاردة
أجابته : تسعة عشر
هز كتفيه و دخل ليّبدل ملابسه.
**
بدأت العد, كانت عبارة " السيسي قاتل " مكتوبة في كل مكان, و بين كل عبارة و أخرى.. توجد لافتة مكتوبا عليها " نعم للدستور "
أشعر بتحسن, فبالدستور العجلة تدور.
**
أتاني يستشيرني, سيسافر للعمرة قريبا, كان ملتحيا بلحية صغيرة وقت إلتقاط صورة جواز سفره, حلقها الآن, كان يخشى أن يتم توقيفه في المطار شكا في كونه إخوانيا يهرب مُتنكرا, و هو لم ينتمي لأيٍ من الجماعات مُسبقا.
كدت أنه أخبره بثقه ألا يخشى شيئا, لكني تراجعت, و بصوتٍ متحشرج طلبت منه أن يضع جواز سفره في غسالة الملابس و يذهب به لمصلحة الجوازات ليستخرج بدل تالف, و يضع صورة جديدة بدون لحية.
**
اعتقلوه فقط ؟ لم يقتلوه؟
عندما يأتيه الجواب بنعم, يبتسم, يشعر أنه في دولة حريات.
**
في المساء كانت المدينة بين سكَّير منتشي بقوته, و خوفٍ يعم أرجاء المدينة و يغيم عليها
لو كان اللي فات ظلم, فاللي جاي ظلمات
**
" باعونا في محمد محمود "
شاب لم ينزل الشارع مُطلقا إلا في 30 يونيو
**
" يا نجيب حقهم يا نموت زيهم "
جملة كتبها شابٌ على الإنترنت بيدٍ, بينما يده الأخرى تداعب قطته.
**
" يا بيه كلنا بنخاف من الحكومة, اللي ما بيخفش من الحكومة الحرامية الكبار بس, إحنا على باب الله, و اللي بيروح منا محدش بيزعل عليه "
بائع متجول مُتحدثا عن الشرطة
**
بكرة الثورة تقوم ما تخلي
لم أعتد من عم محمود على ذلك, فالرجل لم يتجاهلني أبدا, و دائما ما يُلقي السلام بحرارة,
فتعجبت و تساءلت بصوت مُرتفع,
ليرد جاري الإخواني, " ما سلمش عليك عشان واقف معايا, أصله ما بقاش يرد سلامي" ..
عم محمود عاش فترة من الزمن على مساعدات جاري الإخواني عندما مر بفترة عصيبة صحيا و ماديا لم تساعده خلالها السلطة.
**
في إحدى مدارس الإبتدائي, دخل المدرس الفصل, أخرج من شنطته صورة كبيرة للفريق السيسي و علقها فوق السبورة, و في خشوع طلب من التلاميذ الوقوف, ليحيوا جميعا الصورة.
بينما كانت موظفة إدارية تقف في الخارج, تتحدث مع مديرها بخبث, أنها رأت فلانة و فلانة يُلوحون لبعضهما البعض بعلامة رابعة, و أنه يجب أن يحقق معهما,
أشعر أننا في طريقنا لإصلاح التعليم في مصر, إصلاح الطالب و المعلم.
**
كنت أزور تلك السيدة المُسنة الطيبة, عادت توها من العُمرة, إعتادت أن تذهب لتزور بيت الله كل سنة, عرفتها بطيبة قلبها و حنانها, لم تنجب و كانت دائما ما تعتبرني إبنا لها,
بينما كانت مذيعة الأخبار تتحدث عن مقتل عدد من أنصار الرئيس المعزول مرسي, و تعرض بعض الصور لتلك الأحداث التي وقعوا خلالها قتلى برصاص الداخلية.
وبخشوع رفعت السيدة الطيبة يديها المتوضئتين للسماء و دعت : اللَّهم إحفظ مصر و انصر المسلمين و اقتل جميع الإخوان.
بلعت ريقي في صمت, و استأذنتها في الرحيل.
**
"يصدقون أننا إرهابيون بينما يتم قتلنا في الشوارع كل يوم ؟ سنعلقهم جميعا على المشانق."
مؤيد للشرعية تعليقا على رمي البعض لهم بالإرهاب
**
قبل الفجر بقليل, كانت عربات الأمن المركزي تُحيط بالمكان, كسروا الباب, كانت الزوجة مُستعدة و ترتدي لباسا مُحتشما, كانت تتوقع مجيئهم,
أخبرتهم أن زوجها الذين يبحثون عنه غير موجود,
لم يعيروها إنتباها, و لم يُخرجوا إذن النيابة الذي يجعلهم يقتحمون بيتها ليلا, بحثوا عنه في كل مكان, لكنهم لم يجدوه, فكسروا أثاث المنزل كاملا, ثم رحلوا,
لحسن الحظ لما يأخذوها هي بدلا منه,
لعل صرخات أطفالها منعتهم.
**
أعرفه منذ زمن, بيننا عشرة و " عيش و ملح ", لكننا مُؤخرا بُنى بيننا حاجزا حجريا, أصبحنا لا نتواد, و في الغالب يتحاشاني,
بالأمس رآني فأقبل عليَّ مُتهلل الأسارير, و إحتضني بشدة,
لم يحدث ذلك منذ سنين !
مازال منتمي لجماعة الإخوان المسلمين..
شعرت بخوفه, فاحتضنته بشدة مماثلة.
**
سافر من الأسكندرية لحضور جنازة صديقه في القاهرة, كان حزينا فصديقه في مثل سنه لم يُكمل الخمسة وعشرين ربيعا,
في الجنازة مشى صامتا و تليفونه المحمول على الوضع الصامت أيضا, و عندما إنتهت مراسم الجنازة أخرج هاتفه من جيبه, وجد أن أحدهم إتصل به عشرات المرات, فعاود الإتصال به في لهفة و قلق.
ليأتي صوت صديقه ليُخبره باكيا,
أن صديقا آخر في نفس عمره قد وقع قتيلا في الأسكندرية و جنازته بعد ساعة.
لم يستطع اللحاق بجنازة صديقه في الأسكندرية.
**
" دول ريحتهم نتنة "
على جمعة, مفتي الجمهورية السابق.
**
إتصلت بصديقي مساءً, سألته : إنت في المشرحة؟
فسألني كيف عرفت أنه في المشرحة.
ساذج ! فأنا منذ ستة أشهر كلما إتصلت به وجدته في المشرحة.
**
إعتدت على السفر معه صباحا, منذ شهور كان يملئ السيارة سبا في مرسي, و الجميع يؤيدون كلامه إلا رجلا ملتحيَّا يُحدثهم عن الديمقراطية !
أول أمس ركبت بجانبه, اشتكى من حال البلد, و غلاء المعيشة, ثم مال على أذني و سب السيسي بصوتٍ لا أكاد سماعه,
كان خائفا, الجميع خائف.
**
عندما دخل البيت, سأل والدته الجالسة أمام التلفاز : كم واحد إتقتل النهاردة
أجابته : تسعة عشر
هز كتفيه و دخل ليّبدل ملابسه.
**
بدأت العد, كانت عبارة " السيسي قاتل " مكتوبة في كل مكان, و بين كل عبارة و أخرى.. توجد لافتة مكتوبا عليها " نعم للدستور "
أشعر بتحسن, فبالدستور العجلة تدور.
**
أتاني يستشيرني, سيسافر للعمرة قريبا, كان ملتحيا بلحية صغيرة وقت إلتقاط صورة جواز سفره, حلقها الآن, كان يخشى أن يتم توقيفه في المطار شكا في كونه إخوانيا يهرب مُتنكرا, و هو لم ينتمي لأيٍ من الجماعات مُسبقا.
كدت أنه أخبره بثقه ألا يخشى شيئا, لكني تراجعت, و بصوتٍ متحشرج طلبت منه أن يضع جواز سفره في غسالة الملابس و يذهب به لمصلحة الجوازات ليستخرج بدل تالف, و يضع صورة جديدة بدون لحية.
**
اعتقلوه فقط ؟ لم يقتلوه؟
عندما يأتيه الجواب بنعم, يبتسم, يشعر أنه في دولة حريات.
**
في المساء كانت المدينة بين سكَّير منتشي بقوته, و خوفٍ يعم أرجاء المدينة و يغيم عليها
لو كان اللي فات ظلم, فاللي جاي ظلمات
**
" باعونا في محمد محمود "
شاب لم ينزل الشارع مُطلقا إلا في 30 يونيو
**
" يا نجيب حقهم يا نموت زيهم "
جملة كتبها شابٌ على الإنترنت بيدٍ, بينما يده الأخرى تداعب قطته.
**
" يا بيه كلنا بنخاف من الحكومة, اللي ما بيخفش من الحكومة الحرامية الكبار بس, إحنا على باب الله, و اللي بيروح منا محدش بيزعل عليه "
بائع متجول مُتحدثا عن الشرطة
**
بكرة الثورة تقوم ما تخلي
No comments:
Post a Comment