Monday, November 5, 2012

الدين و السياسة

أنا مسلم ( والله العظيم ) أؤمن بأن الإسلام ( خصوصا ) هو أهم حاجة في حياة المسلم و يتداخل تقريبا مع جميع جوانب حياته ..
و من ضمن إيماني بهذه النظرية أن الإسلام أعطي مساحات واسعة ( الأكبر ) للإنسان لكي يُصرِّف أمور حياته و يختار بعقله طريقه و أفكاره , و أيضا بأن الإسلام يعني العدل .. فأينما وُجد الإسلام وُجد العدل و إينما وُجد العدل وُجد الإسلام .. 

  مُقدمة حلوة ؟ طيب بس بالرغم من كده بقول إن لا دين في السياسة ..
بعتبر إن عبارات ( الإسلام هو الحل ) ( الشريعة هي الحل ) و غيرها ... عبارات على سبيل الاستهلاك المحلي عندما تستخدم سياسيا .. بينما قد تكون فلسفة عميقة و جيدة إذا استخدمت اجتماعيا  .
سياسيا ... لم يستخدم أحد من الأولين تلك الشعارات .. و لم تُذكر في تاريخهم .. فعندما ذُكر عُمر  بن الخطاب ذكر بالعدل و ليس غيره .. و عندما ذكر عمر بن عبد العزيز ذُكر بالورع و الزهد و حسن التوزيع و عدله ..
ذلك كان الأهم .. القيم ..

تفاصيل حديثنا عن الشرع - سياسيا - تفاصيل بسيطة و أولية , ففي الغالب نتحدث عن الأمثلة الشهيرة كقطع اليد .. لكن الشريعة في كتبها بحار تتداخل في أغلب أمور الحياة و يختلف فيها المُشرع بناءً على تفسيره لنص قوي أو ضعيف .. و الإختلافات قد يكون الأمر و نفيه .
فكيف نختار ؟
بإرجاع الأمر للقيمة الأساسية .. العدل
فنقيس صحة الشيء بصحة تحقيق العدل به في عصرنا الحالي .. لكن يبقى السؤال نبحث عن العدل أولا أم نُقلـِّـب في الشرع أولا ثم نحاول مطابقة الرأي المختار بالعدل ؟
دعنا نتحدث بالمنطق .. هل يغلب الخاص على العام أم العام على الخاص ؟
إذً ... هل تحدث الشرع بطريقة واضحة و محددة عن أمور أكثر ؟ أم كان صمته أو تركه الأمر للمُشرِّع البشري أكثر ؟
فكِّر .. ستجد أن الصمت هو الغالب بما يتوافق مع تعامل الله مع الإنسان و الإسلام مع معتقديه ..

فالمجاري ( التي تحدث عنها صفوت حجازي ) لا يُمكن ان تكون شرعية .. فأمر المجاري لا علاقة له بالشريعة .. لكن له علاقة بقيمة العدل بأن تكون المجاري هي خدمة مُن الدولة في جميع الأحياء سواء غنية كانت أو فقيرة .

الصحة .. هل تطبيق الشريعة بأن نتوقف عن العلاجات الحديثة و نكتفي بعلاجات العرب القدامى ؟ أم أن الأمر ليس له علاقة بالشريعة و له علاقة بالعدل في رعاية الفرد رعاية صحية متكاملة بغض النظر عن مستواه المادي أو الإجتماعي .

حتى شريعة ( قانون ) قطع يد السارق .. عندما أتى على ذكرها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .. ذكر العدل فقال إن سرقت فاطمة  لقطعت يدها .
 
إذً أفهم من ذلك .. أن البحث عن قيمة العدل هو الأولى عن البحث في كتب الفقه عن أراء الفقهاء , فإذا وجد العدل فاعلم ان هنا , و هُنا فقط , سُتطبق الشريعة .

هل من المعقول أن يتبنى حزبا إسلاميا برنامج إقتصادي منبعه بالكامل القرآن و السنة و أراء الفقهاء ( لم يفعل أحدهم ذلك ) .. ثم يكون هذا البرنامج عائده على الفرد عدم تحقيق العدل ثم نقول هو الشريعة ؟ و هل إذا حقق برنامج آخر العدل نصمه بعدو الشريعة و نأمر بذبحه ؟
ستجيب بنعم .. فإن لم يكن موافقا للشريعة سيكون ظلما و إن رأينا فيه العدل ..
لكن ما هو الأفضل أن نتحرى عن العدل و إن أخطئنا .. أم نتحرى عن الشريعة و إن ظلمنا ؟

سأحيلك لفكرة أخرى تتعلق بنفس المثال , كل الشرع يتوقف ( تقريبا ) عند الإضطرار , فالربا حرام لكنه جائز للمضطر , و عندما نقول المضطر فالأمر يعود لضميرك و علاقتك بربك دون تدخلا من أحد .
التخلص من الربا و نحن نتعامل مع عالم ربوي لن يكون إلا بالإنفصال الكامل عنه , لكن و إن تخلصنا منه بعض الشيء فالإسلاميون الآن يقترضون رباً سواء قروض داخلية بفوائد كبيرة أو قرض صندوق النقد الشهير مُؤخرا ( بغض النظر عن تبرير الرئيس له دينيا و الذي كان سقطة منه ) .. سنرى أن الأمر في النهاية عاد إلى هل مصر مُضطرة أن تقترض أم أن القرض ليش ضروريا ؟
و إن أحلنا الأمر للإضطرار فسنجده بالتبعية أُحيل للعدل .. فإن كان أمرا يُمكن الإستغناء عنه كان ظُلما أن تتحمل مصر تبعاته , و إن كان إضطراريا كان مُحققا لقيمة العدل و لو نسبيا ..
و عندما نُحاول أن نُقرر هل نحن مضطرين له أم لا .. لن نُحيل الأمر للشافعي او المالكي أو ابن باز .. بل سنُحيله لأهل الإقتصاد أولا و للساسة ثانيا ..

إذا بدأنا هذه السلسة بطريقة عكسية سنجد .. الإقتصادين يقررون إذا ما كُنا بحاجة للقرض , الساسة يقيسون الأمر من المنفعة السياسية , و من ثم سنقرر الإقتراض من عدمه ..
أين الشريعة في ذلك ؟ و هل تدخلها سيغير من الأمر شيئا ؟
فليس من المعقول أن تقترض الدولة ( أي دولة ) بدون حاجة مُلحة و إلا كانت دولة فاسدة .

دولة فاسدة ؟ كيف نمنع ذلك ؟
بدخول الدين في تربية الفرد و المجتمع ..
الدين بقيمة و رقائقه و عباداته ..
في الأسرة و المدرسة و المسجد  ( و الكنيسة أيضا بالطبع لكني أتحدث هنا عن الإسلام خصوصا ) .. و في كل مكان ..
هذا يُربي المُجتمع على الإسلام و قيمه .. فيجعل السياسة تتحرك تلقائيا في إتجاه العدل و هو ما يُحقق الشريعة .

أمرٌ آخر ..
هل الشريعة هي منع الحريات قهرا ؟ أم أن المجتمع هو من يُقرر لاحقا الحريات المقبولة و يلفظ ما دونها فتتحول حرية المجتمع و الفرد بتلقائية إلى اتباع أوامر الدين و اجتناب نواهيه ؟
الأولى هو الظلم الذي يُحول المجتمع لمجتمع منافق , و الثانية هي العدل الذي به تُطبق الشريعة .
و في النهاية في عز ابتعاد النظام عن الإهتمام بالشرع كان المُجتمع يُحدد حرياته طبقا لقيمه التي يُؤمن بها فلا يتجاوزها ,, فما بالك الآن ؟

دخول الدين في السياسة بالطريقة الشائعة الآن قلل من شأنه ( نظريا ) لأنه في رأي المتابع لم يجد فيه حلولا سريعة لمشاكل المجتمع و الدولة , بل أن معتنقي فكر الإسلام السياسي و قفوا عاجزين عن تسخير الدين لتحويله لحلول آنية و دائمة و عملية بعيدا عن الصور الخيالية التي تصلح لكتب الفلسفة الإنسانية ..
و اضطروا في معظم الوقت للمتخصصين ... و أنا أعتقد أن هذا هو جوهر الدين نفسه ..
لكن الجميع يلجأ للمتخصصين و ليس هم فقط !

إذً ما الفارق ؟
لا فارق إلا البحث عن العدل ..

فأي فصيل سياسي يبحث عن العدل سيكون باحثا عن  الشريعة و إن لم يعِ ذلك .

فمرة ثانية ... إذً ما الفارق ؟

الفارق هو إكتساب أصوات سياسية عن طريق شعارات المجتمع هو الذي يُقررها على الأرض بدون احتياج للساسة على الكراسي
فالمتحرشون لن يتوقفوا عن التحرش في حكم الإخوان السياسي .. لكنهم سيتوقفون عنه عندما تتغير اخلاق المجتمع

المعركة التي يخوضها رافعوا الشعارات الدينية في السياسة بعيدا عن منافسة البرامج العملية .. هي معركة خاطئة إن كانت نيتهم صافية .. فمعركتهم الحقيقية هي إدخال الدين للمجتمع .. إدخاله بطريقة تجعل المظهر و المخبر على نفس المستوى من التدين و الأخلاق ..

أما إن كانت نيتهم غير ذلك .. فاستغلالهم للدين يجعل الدين بريئاً منهم ..

Friday, August 31, 2012

الأحزاب الجديدة .. و الفرص السانحة في إنتخابات قديمة .

في مارثون طويل من الإنتخابات المتعاقبة لن يبرأ إصبع الناخب من صبغة إنتخابات الرئاسة إلا و سيصبغه قريبا في الإستفتاء على الدستور ثم نرجع لإنتخابات مجلس شعب إنتخبناه منذ أقل من عام لنعود و ننتخبه مرة أخرى .. لكن في ظل متغيّرات على الساحة السياسية ..
في ظل وجود رئيس منتخب من جماعة الإخوان المسلمين يؤثر أداؤه سلبا و إيجابا على فرص حزب الحرية و العدالة في الإنتخابات القادمة
و في ظل إنشاء حزب الدستور الذي جمّع -بطريقة أوضح- القوى الليبرالية و إن كان تحت تعريف لا أيدلوجي باهت
و في ظل إنشاء حزب مصر القوية الذي سيجذب من يميلون للفكر الإسلامي الأكثر تحررا و لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين
و في ظل تراجع أسهم الحركة السلفية بعد فضائح لبعض نوابهم في البرلمان
و في ظل إنشاء حزب الأمة المصرية " المُذعن تدشينه " و الذي يتزعمه حازم صلاح أبواسماعيل بكل جدله

هذه المتغيرات لا تنفصل عن نتائج الإنتخابات الرئاسية التي حصل فيها صباحي على نسبة مرتفعة من الأصوات بعد عملية تشويه كبيرة للمرشح الثوري الآخر أبو الفتوح ..
و حصول محمد مرسي في الجولة الأولى على أعلى نسبة رغم دخوله السباق متأخرا و كاحتياطي للشاطر
و حصول شفيق على نسبة مرتفعة في ظل تخوّف الناس في هذه الفترة من نتائج الثورة و نزول أموال الحزب الوطني المنحل و رجال أعماله بكل قوة في السباق
و تأخر أبو الفتوح للمركز الرابع بالرغم من دعم السلفيين - نظريا - له

من كل هذه المعطيات و غيرها أرى في ظل التحرك الطبيعي للأحزاب الجديدة و القديمة على الأرض و في الإعلام من الآن و حتى تحديد موعد الإنتخابات و إقامتها .. سيكون التوزيع كالآتي إذا نزلت تلك الأحزاب على ما يقرب من 100% من المقاعد بنظام القائمة :
حزب الحرية و العدالة 40% حزب الدستور 25% السلفيين 20% مصر القوية 10% الوفد و أحزاب أخرى 5%.. ا

حزب الحرية و العدالة - الإخوان- أثبت أنه يمتلك ميكنة إنتخابية كاسرة للعظام بالإضافة إلى إمتلاكه كوادر إنتخابية في جميع مناطق الجمهورية .. و إزدياد شعبية مرسي مع الوقت
يؤهله كل ذلك لأن يحتفظ بأكثرية في مجلس الشعب

حزب الدستور .. يمتلك خطا واضحا - نظريا - سيجذب به مُؤيدي الثورة كإختيار رقم واحد بالإضافة لمناهضي الإخوان و الإسلاميين ممن أعطوا لصباحي و أعطوا لاحقا لشفيق نكاية في الإخوان في جولة الإعادة .
و هو يتفوق على حزب مصر القوية  لأنه يملك خطا أكثر وضوحا  منه .. فحزب مصر القوية مازال يحتاج إلى الوقت ليملك خطا أكثر وضوحا يدفعه لحصد مقاعد أكثر في إنتخابات تعطي ظهرها للمنتصف و تميل لإنتخاب الأطراف
رغم توقعي لحزب مصر القوية أن تتثبت أقدامه بعد ذلك و اهتزاز حزب الدستور لاحقا باستقالات مؤثرة لعدم تجانس بعض القيادات تحت مُسمي اللاأيدلوجي و سيظهر ذلك مع الوقت .

أما السلفيين حزب النور و حزب ابواسماعيل فسيقتسمان تورتة ناخبي الدعوة السلفيّة التي قلت سلفا بعد فضائح مُدويّة إعلاميا قام بها بعض النواب السلفيين , و قيام بعضهم بحركات ساذجة كان مسار سخرية الجميع
لكن يبقى لهم رصيد مميز بناءً على رصيد مشايخ الحركة الداعمين لها  ..

التحالفات تقلب المنضدة

إذا تحالف حزب الدستور مع حزب مصر القوية كفرسي رهان مع بعض الأحزاب الصغيرة الأخرى .. أتوقع أن تزيد حصتهما معا 10-5% على أقل تقدير ليحصدا من 40 إلى 45 % من أصوات الناخبين
و لتقل هذه النسبة المُكتسبة لهم من حصة الإخوان المسلمين و باقي الأحزاب المشاركة للوفد في ال 5% و التي غالبا ستكون مشاركة في هذا التحالف .
و قد تصل النسبة لأغلبية إذا انضم لذلك التحالف فصيل سلفي بنسبة صغيرة .. و هو أمر غير متوقع

في المقابل تحالف الحرية والعدالة مع السلفيين هو أمر غير متوقع لأسباب نفسيّة في الأساس , و تحالف مصر القوية مع الحرية و العدالة أيضا أمرا غير متوقع لأنه إن حدث فسينتهي مصر القوية تماما لاحقا و سيُصبح مُجرد تابع للإخوان في ذهن الناخب المصري
و أبوالفتوح و ذمرته أذكى من أن يفعلوا ذلك

يبقى أن يتحالف الحرية والعدالة مع بعض الأحزاب الصغيرة و التي قد تهرب إلى تحالف حزب الدستور مع مصر القوية إن تم
و الأغلب أن يكون الحرية و العدالة وحيدا بعيدا عن التحالفات

و تحالف حزب ابواسماعيل مع النور أمر صعب أيضا .. لأن  أبواسماعيل سيرى فرص حزبه أكبر لسابق شعبيته كمرشح رئاسي  , و سيرى النور أنه الأحق برؤوس القوائم و الأغلبية لقدمه و سابق خوضه لغمار تلك الإنتخابات من قبل .

إذً فالتحالف الأقرب للعقل و للنجاح هو تحالف الدستور - مصر القوية .. إذا تنازل الجميع ليكون التحالف 50-50%تقريبا دون تحذلق من أحد أو طمع ..
و بغض النظر عن فرص البعض مُنفردا نظريا ..

النظام الفردي

سيحصد الإخوان الكثير من المقاعد إذا كان النظام فرديا .. فموقعهم بين السلفيين و غير الإسلاميين بما يملكوه من كوادر تدعم نزولهم على 100% من المقاعد بشخصيات لها بعض الشعبية .. يجعل الإعادة تميل في أغلب الأحيان إليهم .. فإذا كانت الإعادة بينهم و بين السلفيين مال الناخب الذي أعطي لغير الإسلاميين أن يُعطي الأقل تشددا
و إذا كانت الإعادة بينهم و بين غير الإسلامي .. مال الناخب الذي أعطي للسلفي أن يُعطي الإسلامي
و في كلا الحالتين سيكون الإختيار مرشح الإخوان المسلمين بنسبة مرتفعة
قد تصل ل 60% من المقاعد

المحليّات

ستميل أكثر للإسلاميين لامتلاكهم كوادر منتشرة في كل مكان .. و هو ما تفتقده الأحزاب الأخرى في الغالب .. و المحليّات شخص المرشح مُؤثر أكثر من إسم حزبه في الأغلب .. لقرب الناخب و المنُتَخب الشديد من بعضهما البعض .. و تأثير ذلك على الإختيار .

تماسك ما بعد الإنتخابات

الأحزاب التي ستتماسك أداءً و نمواً في الفترة التالية للإنتخابات و حتى موعد الإنتخابات التالية ستستمر و تقوى و تُثبت أقدامها
حزب مصر القوية يحتاج لعدد من المقاعد ليحصل على هذا الثبات
حزب الدستور سيحدث فيه قلاقل يجب أن تنتهي بأقل الخسائر الممكنة و أقل استقالات ممكنة من نُخبه ليستمر
حزب الأمة المصرية سيحتاج إلى تدهور حزب النور و جذب بعض المشايخ المؤيدين له اليه ..


في النهاية ..
  آمل أن تُفرز هذه الإنتخابات نتائح تُثبــِّت الأحزاب الجديدة على الأرض ليكونوا منافسين يضمنوا حدوث تداولا للسلطة .. و أيضا ممارسة حزبية و سياسية فاعلة من الحزب الحاكم لأن حكمه سيكون دائما مُهدد إن أساء

Tuesday, August 7, 2012

آمـرسي !


رئيسي العزيز مرسي .. 
أكتب إليك اليوم و انا رابط دماغي بايشارب الحاجة من الصداع , بعدما كتبت إليك من قبل و أنا سليمٌ معافى , لكن ربنا يسامح اللي كان السبب .

أكتب إليك اليوم .. و قد أصابنا الصداع من الكلام و الأحداث المتلاحقة و من ردود فعلك و فعل إخوانك - بارك الله فيهم يا أخي - 

أكتب إليك و اليأس عنوان ما أكتب و أقول لك بكل إحباط : آمرسي يا رئيسي لقد هرمنا 

هرمنا من تعلق الإخوان بحبال الوهم مرارا و تكرارا من قبل الثورة و بعدها , و كل مرة يفشلون لكنهم مستمرون 
ففي الوقت الذي اتخذوا فيه موقف الملاعب للنظام الساقط برغم أنهم حافظوا على تواجد الإخوان على الساحة السياسية لكنهم لم يُحدثوا الفارق , و أحدثته مجموعات شبابية غير مسيسة و لا يربطها ببعضها البعض إلا صفحة على النت و لا تنظيم و لا يحزنون.

آمرسي يا رئيسي .. 
لم يتعلم الإخوان بعد ذلك و هم يرون سقوط النظام بإيدي الشعب بما فيهم شبابهم - بالرغم من جلوس قياداتهم و بعض القوى السياسية الأخرى مع عمر سليمان وقتها - و عادوا لملاعبة النظام القائم بنفس الطريقة القديمة .. حتى إذا نجحوا في مجلس الشعب هللوا .. و زادوا في قربهم و ارتمائهم في أحضان النظام الذي تمطع و سكعهم قفا جعلهم يخرجون للميادين يهدفون ضد النظام العسكري القائم .. و قلنا فاقوا !

آمرسي يا رئيسي ..
و بالفعل نجحت أنت في موقعة  عصر الليمون الشهيرة و التقيت مع قوى وطنية تمد يدها للمساعدة في مواجهة النظام الذي سكع الإخوان قفا معتبر و قتل الثوار في أكثر من موقف و حبسهم و حاكمهم عسكريا و كاد أن يقتل الثورة مرات عديدة .. 
لكن بعد ذلك فعلت الفعل الشهير الذي يُطلقون عليه : بـخ .

ليه كده آمرسي يا رئيسي ؟
لماذا بخ ؟ هو فينا من بخ ؟ 

طيب بـخ إنت بقا . 

بـخ آمرسي .. 
لآن العسكر يلاعبك على الشناكل و انت لقمة سائغة بالنسبة لهم و كل يوم هم يثبتون أقدامهم و أنت تلخلخها و هم يشاهدونك فرحين بما تفعل و أعتقد أنهم مندهشون أيضا .

هؤلاء العسكر قلتم عنهم منذ أسابيع قليلة ما قال مالك في الخمر , و هزموكم في كل المواجهات المباشرة بينكم و بينهم فرادى .. فكيف تُعيدون الكرة ؟!

بـخ آمرسي .. 
لأن ما جنيته من خطاباتك العاطفية الأولى خسرته تباعا بما لم يُفعل على الأرض من أي أثار لمشروع النهضة , و المتربصون كُثر .. و يزيدون .

بـخ آمرسي .. 
لأن شكلك بقا وحش أوي أوي أوي .. و قد شكلت حكومة موظفين لن تسندك سياسيا و لا نعلم إن كان ولاءهم جميعا لك أم للدولة العميقة و للبيروقراطية فلن تجد فيهم من أحد بجوارك إذا إنقلب العسكر عليك مدعومين بتأييد شعبي - ساذج - كما فعلوا من قبل مع مجلس الشعب وسط تهليل الكثيرين .

بـخ آمرسي .. 
لأن شكلك بقا وحش أوي أوي أوي .. و قد قالت عنك الجبهة الوطنية التي دعمتك -بالرغم من كل شيء-  أنك نكثت بوعودك و انتهت فكرة الإصطفاف الوطني التي بُشرنا منك بها .

بـخ آمرسي .. 
لأن شكلك بقا وحش أوي أوي أوي .. لأنه في ظل كل هذه الأزمات و الأحداث المتتابعة لم تظهر و لو مرة واحدة بالشخص القوي القادر على السيطرة على المواقف بقرارات قوية جريئة فاعلة .. و اكتفيت بتحركات شكلية و كأنك لا تملك شيئا على الأرض و مُجرد أداة يلعب بها المتلاعبون ..
و اكتمل الأمر بعدم حضورك الجنازة تحت حُجج واهية جعلت الناس يلقبونك بالجبان بعدما فتحت لهم صدرك في التحرير .. و لم يتغير ذلك مستقبلا ..
فإن كنت فعلت ذلك بناءً على نصيحة من العسكر .. فاعلم انهم قد ضحكوا عليك
و إن كنت فعلت ذلك بناءً على نصيحة من إخوانك .. فإخوانك سيغرقونك
و إن كنت فعلت ذلك بناءً على شلة الأولاد اللي حواليك .. فغيّر الولاد و هات ناس بتفهم 

بـخ آمرسي 
لأن أداءك و أنت على رأس الدولة - و قدرنا أن تكون على رأسها في مواجهة دولة عسكرية أذلت مصر سنوات عدة - لم يكن على مستوى المواجهة فأصبحت كما أمسى مجلس الشعب في طريق يسهل فيه الإنقضاض عليكم وحدكم .. 
مع إن الناس نصحوك كثيرا إن بلاش المشي في السكة دي و أنها سكة بطالة !

آمرسي يا رئيسي .. 
بينما كانت هناك فرصة لأن تكون رجلا قويا .. قررت أن تكتفي بمواقف الإخوان المائعة و نكثهم الوعود المثير للحزن 
و بينما كان من المُمكن الآن ان يكون هناك فريقا رئاسيا بقوة الإتحاد .. قررت مع إخوانك بغرور أن تكونوا فرادى .. متفرقين بضعف الفرقة , حتى أن الفصيل الإسلامي الآخر المشارك في الحياة السياسية إشتكى من إنعدام التواصل بينكم و بينه .. ! 

آمرسي يا رئيسي .. 
بكرة تندم يا جميل .


Thursday, July 19, 2012

غلطة شرف

في آخر أيامه تم اتهامه بالتواطئ و الفساد و المشاركة في الثورة المضادة بل و قيادتها ..
عصام شرف .. ذلك الرجل الذي أحبه الناس عندما تم تعيينه رئيسا للوزراء بعد الثورة , أحبه بساطته في أكل الفول صباحا في أحد المطاعم الشهيرة مع أحفاده دون حرس أو جرس , و كلامه البسيط المؤثر و بكاؤه من ثقل الحمل و احساسه بالناس ..
ثم انتهى كل ذلك
حدثت الفجيعة وراء الأخرى و طالبنا أن يا شرف أشركنا فيما تحمل , فإن كنت مُكبل اليدين أخرج علينا و أخبرنا و سنقف في صفك ضد العسكر , أو استقيل لتفضحهم
لكن شرف لم يفعل كل ذلك , بل استمر في مكانه دون أن يُشرك أحد او يُخبر أحد بشيء .. حتى تصدر تعليقات الشعب الساخرة .. و تصدر قائمة الثوار السوداء ..

غلطة شرف يُكررها الآن مرسي
فالبداية حُبٌ من الناس , لبكائه , و حديثه العاطفي , و قوله أنه سيتقي الله فينا

لكن الضبابية التي يُمارس بها مرسي عمله في هذه الفترة الحرجة وهي كانت سمة ممارسة الإخوان المسلمين من بعد الثورة , فآمنوا بما آمنوا دون أن يشركوا أحد فيما يعتقدون أنها أسرار .. فتلاعب بهم العسكر بأخبار مغلوطة دفعتهم نحو اتخاذ قرارات و أفعال كانت في الغالب ضارة لهم و للثورة , و لم يعذرهم أحد على هفواتهم الصغيرة منها و الكبيرة لأنهم لا يروون لهم عُذرا.
كانوا يختارون طريقا و يقولون أن لهم أسبابهم , دون أن يشركوا القوى الوطنية فيما يحملونه من أسباب لعلها تكون أسباب يعرف البعض أنها مغلوطة , أو أسباب تنتفي بمشورة الآخرين
و إذا بدأت في سرد هذه المواقف سأكتب كثيرا

الآن .. الرئيس مرسي يقوم بنفس الأمر كما قام به الإخوان و كما فعل شرف
القرارات تتأخر .. و أنا أعتقد أن عنده من الأسباب ما يحمله على تأخيرها .. لكنه يستأثر بها لنفسه
القرارات تخرج بطريقة متخبطة أحيانا .. و لو استشار مجموعة القوى الوطنية التي تشكلت بعد فوزه لدعمه لكانت القرارات أقوى و أكثر شعبية  و أكثر حنكة.. لكنه لم يفعل
المجلس العسكري يلاعبه .. لكنه يخرج علينا ليقول في خطاب سياسي مُضحك من كثرة تكراره  : " العسكر سلّم السلطة " .

رئاسة وزراء تُشكل منذ ما يقرب الشهر .. دون أن يُشركنا في أسباب تأخير تشكيلها

لن يستقيم الحال بك هكذا ايها الرئيس .. و سينتهي المطاف إلي تحميل الشعب لك كل الكبوات و الأزمات , و وضع الثوار لإسمك في وسط قائمة أعداء الثورة , و انفضاض الناس الذين يدعموك ضد العسكر من حولك
فقد يفقدون الثقة قريبا أنك بالفعل ضد العسكر 

أشرك القوى الوطنية و صارح الثورة و لا تحاول ارضاء المجلس و الشعب معا فينبذك الإثنان
و لا تُكرر غلطة  شرف

Wednesday, May 2, 2012

الجريدة .. قصة قصيرة

لن تراه في أي وقت إلا و هو يحملها
يقرأ سطورها و ما بين السطور يفعل مثل ذلك , يتأمل الإطارات المزخرفة و الأشكال المرسومة بفن إغريقي ذي نكهة فرعونية أصيلة
الجريدة .. جريدته اليومية
جريدة سحرية بها ألف باب و عمود و صفحاتها ليس لها عدد و كلماتها منقوشة على صفحاتها بخطوط مختلفة و ألوان متناسقة , ترسم لوحات فنية مستخدمة في ذلك الحروف و الهمزات و التشكيلات و أساليب البلاغة .
جريدته اليومية مُتجددة , فترى على صدر صفحاتها أخبار سنوات مضت و في كل صفحة جديدة أحداث جديدة و تواريخ جديدة
و أيضا جريدته اليومية متنوعة , بها من الفن و الطرب مثل ما بها من السياسة و الصخب , و كمحب للرياضة للرياضة فيها جانب و كذلك الأزياء و الموضة و الشعر و قائليه و القصص و كاتبيها .
و الكلمات المتقاطعة بها تشغل حيزا مُهما , تتخالط فيها المربعات السوداء و الفارغة بشكل هندسي يتكامل مع باقي صفحات الجريدة التي ليس لها نهاية .
جريدته هي صديقته الودودة , يحملها و هو يجلس مساءً في ذلك المكان الهادئ يُدخن الشيشة و هو يتصفح صفحاتها , و صبي الشيشة يمر من عليه ذهابا و إيابا و هو يختلس النظر بعينيه لعل عينيه تحظى بقراءة خبر من تلك الجريدة السحرية .
يأخذها معه صباحا لشانتيه , ليأخذ قهوته الصباحية و هو ينفث دخان سجائره بين أسطرها و هو يقرأها , و الكل يتابع قراءته و يتمنى أن يمتلك جريدة سحرية كجريدته .
و ليلا .. ينام و جريدته بجانبه يشم رائحة اوراقها بأنفاسه الطويلة الرتيبة كل ليلة .. ليستيقظ منتشيا من رائحتها السحرية ,
بالطبع جريدة سحرية .. رائحتها لن تكون إلا سحرية !
كان يُحب أخبار جريدته النكدة , كما يُحب أخبار الأفراح فيها , و يقرأ كل خبرٍ بنهم , و يُحاول استيعاب كل محتويات جريدته .
و كان فخورا بها , فجريدته ليس لها مثيل , و من الأشياء التي تُفرح الإنسان الطيني أن يمتلك شيئا لا وجود لشبيه له ..
جريدته السحرية نادرة .. و هو يُحب ذلك و يحسده الحاسدون على ذلك , و يتمنى بعضهم لو يغفل عنها بجانبه يوما فيسرقوها دون أن ينتبه .
لكنه لم يغفل .. !
و جريدته لم تغفل أيضا !

لم تكتفِ جريدته بقارئ يقرأها ليل نهار , كانت ترى أنها كجريدة سحرية لا يستحق أحد أن يملكها لتكون جريدته وحده فقط , و تذكرت قارئ قديم لها , و قررت أن تتقاسم أخبارها بينهما , و فعلت .
لانها جريدة سحرية , خلقت من نفسها صورتين , صورة لصاحبها الجديد , و صورة لصاحبها القديم
لكن سحرها لم يكن بكفاءة ليجعل الأخبار متشابهة
فأصبح الخبر المُفرح هناك نكدٌ هنا , و الحفل الراقص هناك معزٌ هنا, و خبر فوز الأهلي هناك هزيمة هنا
أصبحت أخبارها مضطربة , و صورها مشوشة , و فنون زُخرفها باهتة
و بعد حين .. عندما أمسك صاحبها الشيشة تركها بجانبه دون أن يقرأها
و الآخر .. بدلا من قرائتها أمسك بعض الأحبار و شوه زخرفها
و في النهاية أمسكت الجريدة بصفحاتها و بأوابها و العواميد و الكلمات و الحروف .. و جمعت منهم من لم يُشوه بالحبر المسكوب
و رحلت .
خسرت صاحبها و خسرها .
جريدته السحرية

Tuesday, January 3, 2012

الإخوان - البرلمان - الثوار ... إشكالية في طريقها للتعقيد أو الحل

قال الدكتور محمد البرادعي في لقائه الشهير مع ريم ماجد و يسري فودة عقب الثورة مباشرة " إحنا مش هنتهان تاني .. المصريين مش هيتهانوا تاني "

كان تعبيرا يملأ قلوبنا جميعا إيمانا منا بأنه ليس فقط الثورة حررت مصر بل حررت قلوب المصريين و عقولهم فلن يسمحوا أن يستغفلهم أحد مرة ثانية أو يستبيح كرامتهم أو ينتهك حرياتهم

كان الأمل أن يدافع الجميع عن كرامته و كرامة أي مصري كمعركة حياة أو موت .. بل كان إيمانا بذلك

من هنا بدأ التشابك و الإختلاف و القطيعة بين الثوار - بمفهوم الكلمة الشائع - و جماعة الإخوان المسلمين

لقد خذل الإخوان المسلمين جموع الثوار عندما لم يقفوا معهم في مواقف عدة ضد من يحاول إهانة مصر و المصريين مرة ثانية - أياً كان إسمه - بما يتنافى مع أهم ما أملوا في تحقيقه بعد الثورة و الحفاظ عليه .. "الكرامة" .

بدأت تلك المواقف مباشرة في مارس مع فض التحرير بالقوة و قصص التعذيب الموثقة و الكشف عن عذرية حرائر مصر ثم المحاكمات العسكرية المتتالية .

كانت أسباب الثوار منطقية .. و ردود الإخوان على ذلك كانت ردود سياسية تقبل الجدال ... لكنها في كل الأحوال لم تكن ردودا تتناسب مع الثورة بقيمتها و مبادئها .

كان يجب على الجميع أن يوقفوا العسكري عند حده يوم تجرأ على إستخدام العنف ضد الثوار ,, و إن حدث ذلك في شهر مارس لكان الشعب إستلم الدولة منهم منذ وقت طويل مضى .

و كان هذا الفعل متناسب مع قيمة الثورة ة مبادئها " لن يُهان المصريين مرة ثانية في بلدهم "

أخطأ الكثيرون في هذه المرحلة الإنتقالية و أخطأت جميع التيارات السياسية .. لكن الخطأ السياسي يختلف قطعا عن السكوت عن إهانة مصري مهما كان دينه و جنسه و إنتماءاته الفكرية أو السياسية .

الثورة تحققت عندما دافع المتدينون و رافضي التطبيع عن مايكل نبيل و طالبوا بأن يُقدم للمحاكمة أمام قاضيه الطبيعي .. و الثورة فشلت عندما سكت الساكتون عن ذلك بحُجة أنه يستحق ما يجرى له .

الثورة نجحت حينما دافع علاء عبد الفتاح عن أبي يحيي .. الرجل السلفي المتهم في قضية حرق كنيسة إمبابة مطالبا بأن يُحاكم في ظروف عادية أمام قاضيه الطبيعي .. و فشلت حينما سكت الساكتون و الشامتون عن ذلك ..

مارس الإخوان غض البصر ذلك مرارا و تكرارا .. و مع رفضي لذلك إلتمست لهم العذر كثيرا كنوع من غض البصر أيضا عن مسالب فعلهم دعما للتوحد ضد العسكري.

و جاءت إنتخابات مجلس الشعب الذي تحصَّل فيها حزب الحرية و العدالة - الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين - على نصيب الأسد بما يجعله مُتحكما في توجهات مجلس الشعب القادم الذي أقيم في هذا التوقيت بناءً على ضغط إعتصام يوليو الذي لم يُشارك فيه الإخوان .

يقتنع كثيرٌ من الثوار أن تضحياتهم المتتالية في سبيل مصر و في سبيل إتمام الثورة المستفيد الأول منها هم الإخوان المسلمين .. فتحت ضغط دماء الشهداء الطاهرة حصلت الثورة على مواعيد تسارعت مرة تلو أخرى نحو تسليم السلطة و الذي تلقاها الإخوان بمكاسب سياسية متلاحقة بناءً على أنهم الفصيل السياسي المستعد لممارسة سياسة صناديق الإنتخابات الآن

لكن الثوار لم يتوقفوا كثيرا أمام ذلك .. فالعدو الأهم الواضح هو من يعيق تسليم السلطة .. و الثورة قامت ليحكم الشعب باسم الثورة لا ليحكم الثوار باسم الشعب .

و عندما بدأت النداءت المتتالية لتسليم السلطة فورا بعد إنتهاكات حقوق الإنسان و التعذيب و القتل الذي تم بتزايد و تزايد بما أوحى للجميع بأن الفوضى يصنعها المجلس العسكري بنفسه و أن الأمر لن يسلم بوجوده في سُدة الحكم ..

بدأ الإخوان الرد بتصريح ناري إمتدحه الجميع على لسان رئيس حزبه " لن نسمح بعبث المجلس العسكري " و كان هذا التصريح دليلا للمُحللين أن إخوان ما بعد البرلمان سيكونون مع الحق دون غيره و أنه أعطى لهم القوة و الشرعية التي سكتوا كثيرا حتى يحصلوا عليها ليشاركوا الثوار في حماية ثورتهم .. و حماية كرامة المصريين من أن ينتهكها كائنٌ من كان تحت أي مُبرر أو عذر ..

و حينما توالت التصريحات المغايرة تماما لذلك التصريح .. بدأ الثوار في التململ مرة ثانية و الشك في نُصرة الإخوان المسلمين لمبادئ الثورة .. و إستمرارهم في مسك العصا من المنتصف

و برر البعض فعلهم بألا يأخذوا تصريحا من تصريحات الإخوان الآن على محمل الجد .. حتى تتم المرحلة الثالثة من الإنتخابات و ينتهى الأمر.. و كُنت - و مازلت أحاول - أن أكون من هؤلاء ..

لكن هالني رد فعل الدكتور غزلان - المتحدث الرسمي بإسم جماعة الإخوان - في حفل تأبين الشهيد الشيخ عماد عفت .

هاجمه الحضور و رفضوا إلقائه لكلمته - في فعل لا أوافق عليه - و عندهم حُججهم المنطقية بأنهم لم ينفروا لدم المصريين و عرض المصريات دون حسابات أو منافع سياسية .

و عندما مُكَّن غزلان من التحدث توقعت منه تثمين دور الثوار و إمتصاص غضبهم المشروع لأنه يعرف أن نُصرتهم واجب لكنهم لم يساعدوا فيه لأسباب سياسية يعتقدون بها .. لكن خاب ظني عندما بدأ بالحمد و الصلاة على النبي ثم قال أنه كان ينتوي الحديث عن الشيخ الشهيد لكنه الآن سيتحدث في أمر آخر ثم أتبع بحديث عن الديمقراطية و تقبل الرأي الآخر و عن نزول الإخوان مرات بمفردهم .. في حديثٍ أراه مقبولا .. ثم أتبع بقوله " الإخوان هم من حموا الثورة " فقاطعه البعض ليُشيح بيده غاضبا قائلا " إسكت "

ثم أتبع بأن الإخوان أكبر من أن يقودهم مجموعة من هنا أو هناك .

__

فيديو بالحدث

http://www.youtube.com/watch?v=vLc6ckdjDqc

___

لم أتوقع من المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان بأن يكون رده مٌفتقرا للذكاء بهذا الشكل .. و أفزعني تغافله عن أن لا قوة للبرلمان بدون هؤلاء الذي يـُزيد عداوتهم له .. و إن تخلّى عنه الثوار أو كُسرت أعينهم .. سيُقتَّل الإخوان و يـُزج بهم في السجون دون أن ينتفض أحدٌ لنصرتهم .

توقعت منه أن يكون عارفا و مطلعا بأن ما يقود الثورة ليس مجموعة من هنا و هناك .. لكن ما يقودها هو الدم الذي له حقٌ على كل حر .. و الكرامة التي لا يرضى الكريم بإنتهاكها ..

و خاب توقعي .. و خاب ظني

و الآن في ظل تشككي بحسن الفعل و رد الفعل

أقول بوضوح : البرلمان القادم سيكون القشة الذي تقسم ظهر مصر و تُقيم العسكر علينا إن إصطدم الميدان بالبرلمان .. فتحوّل العداء و النضال بين الثوار و بين الإخوان .. ليدهسهم معا المجلس بلا تردد

و بما أن الثوار كيانات نقيّة تبحث عن الكمال .. فندائي لمن حملّهم الشعب المسئولية

للبرلمان الذي أحب أن أعتبره برلمان الشعب و ليس برلمان الإخوان و لا غيرهم

كما أخذتم شرعيتكم من صناديق الإنتخابات .. خذوا شرعية الميدان بتبنيكم لمطالبه ..

تسليم السلطة و نقلها لرئيس مؤقت ينتخبه مجلس الشعب بأغلبية ثلثيه لُيجري إنتخابات في خلال ستين يوما من تاريخه .. هذا هو مطلب الميدان و الذي سينزل به الثوار الميادين ..

فاجعلوا البرلمان إمتدادا لميدان التحرير بحق و تبنوا مطلبهم و لا تخشوا شيئا فالله الذي حمى الثورة .. يقف مع الحق

و الميدان بثواره سيقف في ظهوركم دعما و نـُصرة .

تحمّلوا مسئولياتكم التاريخية .. و انتصروا للثورة و كرامة المصريين .. و إلا فكيف يأتي التمكين لساكتٍ عن حق و مُسكَرٍ من نصر خادع.

إستقيموا يرحمكم الله