Thursday, July 19, 2012

غلطة شرف

في آخر أيامه تم اتهامه بالتواطئ و الفساد و المشاركة في الثورة المضادة بل و قيادتها ..
عصام شرف .. ذلك الرجل الذي أحبه الناس عندما تم تعيينه رئيسا للوزراء بعد الثورة , أحبه بساطته في أكل الفول صباحا في أحد المطاعم الشهيرة مع أحفاده دون حرس أو جرس , و كلامه البسيط المؤثر و بكاؤه من ثقل الحمل و احساسه بالناس ..
ثم انتهى كل ذلك
حدثت الفجيعة وراء الأخرى و طالبنا أن يا شرف أشركنا فيما تحمل , فإن كنت مُكبل اليدين أخرج علينا و أخبرنا و سنقف في صفك ضد العسكر , أو استقيل لتفضحهم
لكن شرف لم يفعل كل ذلك , بل استمر في مكانه دون أن يُشرك أحد او يُخبر أحد بشيء .. حتى تصدر تعليقات الشعب الساخرة .. و تصدر قائمة الثوار السوداء ..

غلطة شرف يُكررها الآن مرسي
فالبداية حُبٌ من الناس , لبكائه , و حديثه العاطفي , و قوله أنه سيتقي الله فينا

لكن الضبابية التي يُمارس بها مرسي عمله في هذه الفترة الحرجة وهي كانت سمة ممارسة الإخوان المسلمين من بعد الثورة , فآمنوا بما آمنوا دون أن يشركوا أحد فيما يعتقدون أنها أسرار .. فتلاعب بهم العسكر بأخبار مغلوطة دفعتهم نحو اتخاذ قرارات و أفعال كانت في الغالب ضارة لهم و للثورة , و لم يعذرهم أحد على هفواتهم الصغيرة منها و الكبيرة لأنهم لا يروون لهم عُذرا.
كانوا يختارون طريقا و يقولون أن لهم أسبابهم , دون أن يشركوا القوى الوطنية فيما يحملونه من أسباب لعلها تكون أسباب يعرف البعض أنها مغلوطة , أو أسباب تنتفي بمشورة الآخرين
و إذا بدأت في سرد هذه المواقف سأكتب كثيرا

الآن .. الرئيس مرسي يقوم بنفس الأمر كما قام به الإخوان و كما فعل شرف
القرارات تتأخر .. و أنا أعتقد أن عنده من الأسباب ما يحمله على تأخيرها .. لكنه يستأثر بها لنفسه
القرارات تخرج بطريقة متخبطة أحيانا .. و لو استشار مجموعة القوى الوطنية التي تشكلت بعد فوزه لدعمه لكانت القرارات أقوى و أكثر شعبية  و أكثر حنكة.. لكنه لم يفعل
المجلس العسكري يلاعبه .. لكنه يخرج علينا ليقول في خطاب سياسي مُضحك من كثرة تكراره  : " العسكر سلّم السلطة " .

رئاسة وزراء تُشكل منذ ما يقرب الشهر .. دون أن يُشركنا في أسباب تأخير تشكيلها

لن يستقيم الحال بك هكذا ايها الرئيس .. و سينتهي المطاف إلي تحميل الشعب لك كل الكبوات و الأزمات , و وضع الثوار لإسمك في وسط قائمة أعداء الثورة , و انفضاض الناس الذين يدعموك ضد العسكر من حولك
فقد يفقدون الثقة قريبا أنك بالفعل ضد العسكر 

أشرك القوى الوطنية و صارح الثورة و لا تحاول ارضاء المجلس و الشعب معا فينبذك الإثنان
و لا تُكرر غلطة  شرف