Monday, August 26, 2013

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .. إلا صوتنا.. !


بعد خطاب السيسي الذي عزل فيه مرسي قابلت صديق إخواني كان المعتاد بيننا في أية مناقشة أن يكون مُنفعلا ضد كل تحميل خطأ لمرسي أو الإخوان .. كان شخصا مُختلفا هذه المرة, تقبَّل حديثي الغير شامت, و أقر في سكوتٍ مُنكسر بصحته.. 
ثم بعدما وضح إتجاه اعتصام رابعة بأن الأمر لم ينتهِ بعد .. عادت ريما لعادتها المنفعلة .. فقررت ألا أناقشه.. فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

للحركة الإسلامية تاريخ و حاضر و مُستقبل .. لكن الحديث فيه الآن و أجسادهم مُسخنة بالجراح ليس إلا نوعٌ من أنواع العبث, فلن يجد الحديث أذنا مُصغية لأي شيء إلا صوت البُكاء على من رحل و على الإنسانية .. إلخ

الحقيقة تقول أن مستقبل الإسلاميين في مصر تراجع للخلف بقفزات واسعة للغاية لا تجعل منهم مُنافسا شرسا يُهدد حُكم أحد لفترة قادمة.. 
و أن كثيرا منهم سافر للخارج إن كان عنده فرصة للسفر, و الآخر تنحى جانبا عن المشهد, و الآخرين سيخرجون من بعض الجماعات - خاصة الإخوان - أفواجا خوفا و لعدم إيمانهم الحقيقي بفكرتهم.

و الحقيقة الأخرى تقول أن هناك حرباً مُدعيَّة على الإرهاب.. لا صوت يعلو فوقها إلا صوتنا.. 

حين تترفع عن مُخاطبة المهزوم فالوقت طويلا أمامك لمخاطبته.. لكن المُنتشي بالنصر يجب ن تُخاطبه قبل أن يفعل به الزمن كما فعل بمن قبله.. !

تقول رندا أبو العزم مدير مكتب قناة العربية في مصر : ( العنوان المُدرج على القنوات بأنها حربٌ على الإرهاب لا يُعطي إنطباعا جيدا في الخارج, فإعلام السلطة معروف أنه يُعبر عنها و يُرسل رسائلها, و في التسعينات لم نجد قناة تكتب هذا العنوان بينما كانت هناك حربٌ حقيقية على الإرهاب دائرة )


في سنة 97 هجم مجموعة من الإرهابيين على سائحين في الأقصر و ذبحوهم ذبحا في واحدة من أكثر الحوادث الإرهابية دموية في مصر.. لكن الأمر لم يستدعِ كتابة هذا العنوان لأن الحرب فعلا كانت دائرة.

تستطيع الفتاة العاقلة معرفة أن هذا الشاب يحبها من أفعاله, بينما الفتاة الساذجة تؤمن بحبه لها لأنه يُردد كلمة الحب على آذانها كثيرا بينما أفعاله تقول غير ذلك .. و في الحرب على الإرهاب كُلنا تلك الفتاة الساذجة.

أي قارئ عاقل للمشهد لم ينتهج نهج تلك الفتاة سيرى بوضوح أن هناك بالفعل حالة عداء متزايدة من مجموعات ضد أفراد الجيش لدخول الجيش طرف في المعادلة السياسية في وقت استقطاب هائل.. و سيرى بعض الحوادث التي لم يقف النظام لمنعها و بعض الحوادث الذي لم يكن حذرا في التعامل معها.. لكنه ألبس تلك الحوادث هالة مُقدسة باسم الحرب علىٌ الإرهاب بينما يُمرر هو دستورا لم يشارك في كتابته أحد, و مُنشغل بإعادة التمكين لفصيل سياسي كان هُناك 
فصيلٌ سياسيٌ آخر يُريد أن يشاركه هذا التمكين لكنه فشل.

لكن هذا الأمر لم يصل لصديقي الذي استاء كثيرا من مُهاجمتي لبعض مواقف السلطة الحالية فشرحت له رأيي بوضوح و فهم أنني سأقف دائما ضد كل سلطة لا تنحاز لديمقراطية و حرية و عدالة إجتماعية .. 
فأخبرني بأن الأمر وضح أمام عينيه .. إما فاشية دينية أو استبداد .. و سيختار الاستبداد..
فأخبرته بهدوء أنني ضدهما معا .. فقال بهدوء أيضا : إذً فأنتَ خصمي. 

أصبح المُطالب بالحقوق خصما واضحا للفتاة الساذجة.

البرادعي في إحدي تغريداته قال أننا لن نُعيد إختراع العجلة..

لكن نظام الإخوان لم يسعَ لتفعيل عجلة أو حتى إختراعها .. مثله مثل النظام الحالي ! 

مراقبة ردود أفعال الإخوان و تعظيمها يُعطلك عن مراقبة أفعال السلطة الحالية و تقييمها .. 
أفعالها التي لا توحي بأي شكل من الأشكال أن هناك دولة يستحقها المصريون ستُبنى في القريب العاجل .. 

بينما من لم تشغله الحرب على الإرهاب شغله البحث في مكنونات كل مُخالف لرأيه عن مقدار وطنيته و عمالته .. و التي تصل به في نهاية المطاف إلى تخوين كُل من لم يقم بدور تلك الفتاة الساذجة.

قولبة الوطنية في قالب واحد مُتعلق برأي آني لهو شيءٌ أشد بؤسا من حال مُحب رحلت عنه حبيبته فجأة بدون سبب.. و صكوك الوطنية الآن أرخص من ثمن شيكولاتة جلاكسي التي تساعد البعض على تخطى الأزمة و أغلى قليلا من دم كُل معارض أهدره مُفتي الديار المصرية السابق ,و مُساويا لمعاناة موظف محدود الدخل أضطر لدفع عشرة جنيهات في وسيلة مواصلات أجرتها الحقيقية جنيهان لأن حركة القطارات متوقفة.

عندما تنجلي الصورة, و تعقل الفتاة الساذجة, و تنكشف أثار الحرب الزائفة.. ستكتشفون أن ما مررنا به معا و خونتونا بسببه لا يقل رداءة عن إعلان بسكويت ديمو.. 

بكرة نقعد جنب الحيط.


Monday, August 12, 2013

على الأصل دوَّر ..


بغض النظر عن المُقدمات و النتائج لقد نزلت الشارع أخيرا و ارتفع صوتك .. إحساس لطيف ؟
إذً فلتعد معي للبداية حتى نُعيد ترتيب الأوراق ..

والعشاق إحنا العشاق
فينا وبينا ولينا الثوره
إحنا الثوره
وهي الناس
فينا الماضي
وبينا الحاضر
والمستقبلهو الناس



نجم

الناس هم البداية, هم الوطن, كُنا دائما ما نقول المصري مُهانٌ في الخارج لأنه مُهان في وطنه.. و كانت حقيقة
وطنٌ يُهين أصحابه ليس بوطن, و نظام يُهين شعبه نظامٌ ساقط لا محالة ..

و كان كل شيء في هذا الوطن يمشي على ذلك الدرب,
شرطة مُسيسة, تحمي الحاكم و تحمي الفئة العُليا ماديا في المُجتمع, لكن باقي أصحاب الياقات البيضاء و الزرقاء يُداسون بالأقدام ..

شُرطة تبدَّل شعارها - الذي كان في الحقيقة مُجرد شعار - من الشرطة في خدمة الشعب إلى الشرطة و الشعب في خدمة الوطن..
و ما الوطن إلا الشعب ؟

لكن الحقيقة كان الشعار : الشرطة في خدمة النظام ..

نظام تُباع فيه ممتلكات الدولة بأبخس الأسعار,, أقصد ممتلكات الشعب, و سرحوا العمال, و أرغموهم على المعاش المُبكر,

عدالة إجتماعية مُنهارة, و إن لم تكن من الذين يهتمون بالأمر .. إبدأ بالإهتمام
فالأمر يتعلق بأمنك الشخصي, فلو لم تكن هناك عدالة إجتماعية لا تنتظر إلا إنهيار منظومة الأمن, فمن لا يجد قوت يومه سيبحث عن بديل آخر في كل الأحوال ..

نظام طائفي.. لا يكترث بفتن طائفية, يغض البصر عن المحرضين, و لا يُعاقب أحد, لكنه يُتاجر بكل دمٍ يُسال ..

نظام يصرف الملايين من جيوب الشعب على عمليات تجميل بالخارج للبكوات, و ملح الأرض لا طبيبا لهم أو سريرا في مشفى أو علاج ..

ليس هنا المجال لتعداد كوارث نظام كان لابد أن يسقط يوما ما, فدولة الظلم لا تدوم و إن عاشت لبرهة من الزمن.


( وها أنا في ساعة الطعان
ساعة أن تخاذل الكماةُ .. و الرماةُ .. و الفرسان
دُعيتُ للميدان !
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شان
أنا الذي أقصيتُ عن مجالس الفتيان :
أدعى الى الموت .. ولم أدع الى المجالسه !!)


أمل دنقل


في 25 يناير نزل الناس على هدف, بغض النظر عن ما سمعته هنا أو هناك عن مؤامرات كونية خُططت بليل,
كانت بداية لإعطائك الأمل أنك قادر على الدفاع عن حقوقك, و تحقيق الوطن الذي يُعطي لك حقك,
تلك كانت الثورة الحقيقية , ألا تصمت مُجددا, فطالب الحق يجب عليه أن يُصدر بعض الضجيج ..
كان الناس يطالبون بحقوق الجميع, حقوق مشاهدي التلفاز, و حقوق لاعنيهم حتى ..
فالعدالة الإجتماعية للجميع, و الكرامة للجميع, و الحرية للجميع, و المواطنة للجميع, و الديمقراطية للجميع, و الحق في الصحة للجميع ..

فإن كانت مؤامرة كنت  تستطيع تحويلها لوطن يستحق آن نعيش فيه, بتحقيق المطالب و الأهداف , أن تقتنص حقوقك بعدما أصبحت الفرصة سانحة لك.

يوم ما كل الناس شجعونا
و انت يا شيخ بعتنا

يوم ما كل الناس وقفوا معانا
وانت بطيب كلامك خوِّفتنا

يوم ما كل الناس ثبتونا
وإنت خذلتنا

روح يا شيخ صلي ركعتين
وإقف ورانا من غير مكابرة ..
أو مزايدة
يمكن يتوب عليك ربنا

و نزلت يوم30 يونيو عشان تسقط الإخوان, لكن هل برحيلهم ستصنع وطن؟
لن تصنع وطن إلا إذا رجعت إلى الأصل, إلى مطالب يناير المشروعة التي بها و بها فقط ستصنع وطن

وطن تتفرغ فيه الشرطة لحماية المواطن, بدلا من التجسس على المعارضة و التنكيل بهم
وطن يُعاقب كل مُحرض على الفتن الطائفية, و يحاسب كل من يقوم بها طبقا للقانون ..
وطن يقوم على المواطنة, فلا فرق بين أحد طبقا للجنس الدين اللون العمل المال ..
وطن يُعطي للفقير فرصة كما يُعطيها للغني
وطن يعرف أنه ليس إلا ذلك الشعب الذي يعيش فيه..

إن لم ترجع للأصل .. فلا تنتظر أن تحيا في وطن
على الأصل دوَّر

Friday, August 2, 2013

ما لون فانلتك الداخلية .. لا مؤاخذة !


كان يمشي في وسط جموع المعتصمين في رابعة حينما أوقفه هتاف أحدهم : كنتوا فين و احنا بنتقتل !
كان يقصد مجزرة الفجر عند الحرس الجمهوري ..
لم يرد مُراعاة للظرف القائم .. لكنه كان يُردد في سره : كنتوا فين في محمود محمود , كنتوا فين في مجلس الوزرا , كنتوا فين في ماسبيرو !

تلك الإزدواجية هي الأمر الشائع في المجتمع الآن سواء عند الساسة أو الإعلاميين أو المواطنين ..

فمثلا ليس ببعيد إعتصام التحرير الذي أغلق الميدان فترات طويلة , لم يكن به إلا بعض البلطجية المسلحين, حتى أن الثوار أنفسهم كانوا يخشون المرور منه أحيانا , و أصبح مرتعا لتجار المخدرات و تجار الجنس و تجار البشر .. لكنه بالرغم من ذلك إستمر دون صريخ أو عويل ..
لكن الأمر إختلف مع إعتصام رابعة العدوية .

و شهد التحرير عمليات تعذيب أدانها الغالبية وقتها , و صورة أحد اللصوص و هو مربوط في التحرير مازالت عالقة في الأذهان .. لكننا نسينا و اعتبرنا أننا كنا ملائكة ..

و قطع الكباري و محاصرة البورصة كان حق .. عندما كان يسميه الإسلاميون بلطجة .. الآن  يعتبره البعض خروجا عن كل المألوف .. و إرهابا

و دعاوي البعض اقتحام قصر الاتحادية كان أمرا سلميا و ليس به أي تحريض ..!

الإسلاميون كان لهم السبق في إزدواجية الطرح , لكن الجميع لحق بهم لاحقا .


الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر ،
فثارت العجول في الحظيرة ،
تبكي فرار قائد المسيرة ،
وشكلت على الأثر ،
محكمة ومؤتمر ،
فقائل قال : قضاء وقدر ،
وقائل : لقد كفر
وقائل : إلى سقـر ،
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،
لعله يعود للحظيرة ؛
وفي ختام المؤتمر ،
تقاسموا مربطه، وجمدوا شعيره
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة
لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة

أحمد مطر


قفز الكتاتني في أحضان وزير الداخلية السابق - قاتل جيكا - و مستشار رئيس الجمهورية المؤقت حاليا أحمد جمال الدين  .. عندما أخبره أن الداخلية ليس معها خرطوش .. أذاع ذلك بيقين, وتصفيق نواب الشعب كان بيقين أيضا.
و قفز من قبل ذلك في أحضان المجلس العسكري .. و هاهم جميعا يريدون دوسهم بأحذيتهم ..
دا مستقبلك يا كابتن .. نط في حضنهم كمان.

عكشنة 



أعلم أنك مازلت تضحك على إفيهات عكاشة و تلقبه بالأهبل غالبا .. لكنك غالبا أيضا لا تستطيع تمييز كونك أصبحت عكاشيا مثله , 
كم الأخبار الساذجة المتداولة و التي تنشرها أنت بكل ثقة .. كم مهول, أخبار عكاشية بامتياز 
 صواريخ جراد - نساء يبعن شرفهن - جرب - 20 جهادي من جيش النصرة يتحرك من العراق الآن في اتجاه مصر ليفجر السفارات ( آه والله زمبؤلك كده ) - اللي في رابعة سودانيين - اللي في رابعة سوريين - اللي في رابعة الشحاتين ..
و ليس هذا فقط .. 
الأمريكان حركوا بوارجهم نحو الشواطئ المصرية و الطائرات المصرية المصنوعة في روسيا حلقت فوقهم فكشوا و خافوا !
العجيب أن هذه الأخبار الذي ينشرها البعض بحماس , ينشرها المتعلمون تعليما جيدا, فما بالك بالذين لم يصعدوا علي 
سلم التعليم إلا درجات قليلة ؟

جهل عشرات السنين الماضية يتقيأه الجميع الآن بطريقة لم نشهدها من قبل , و اليقين مع الجهل أمرٌ مُفجع صدقا . 

كله بالحب 

هذا هو المعيار الآن , الجميع يحدد أراءه و مواقفه بناءً على الحب و الكره , فلجنة الدستور لم تكن تمثل مصر سابقا , لأنك لا تحب من فيها و تراهم متشددين و متخلفين .. 
بينما لا تعرف أنك في نظرهم متسيب و جاهل .. 
و الآن لجنة الدستور لا نعرف عنها شيئا و لا تمثل مصر بأي حال .. لكن الصمت سيد الموقف .. !
الإقصاء كان أمرا مُفجعا لأنه كان يأتي من الإخوان الذي تكرههم , لكنك أقصيت اليمين المحافظ كله بدون أن تطرف لك عين .. لأنك جميل و حبوب .. 
لماذا لا ترى ببساطة أنك ليبرالي و بالتالي أفكارك مختلفة عن اليساري و مختلفة عن اليمين المحافظ .. و العكس بالعكس ! 
لماذا يجب أن يُقصي أحدنا الآخر ! 
بالمناسبة .. الإسلاميون يرون فكرك خطرا على مصر  تماما كما ترى أنت فكرهم خطرا على مصر  .. 


الحق أبلج و الباطل لجلج
  .

ما لون فانلتك الداخلية .. لا مؤاخذة ! 

لا أريدك أن تتعرى أمامي - لا سمح الله - حتى أعرف لون فانلتك الداخلية , بل أريدك أن ترتديها لأنك أصبحت عاريا تماما .. 
أصبح ذكر - حقوق الإنسان - نكتة قبيحة 
بينما هي مكونة من كلمتين ليس بهما أية قباحة .. ! حقوق و إنسان 
أصبحت تبحث في العالم عمن تجاوز حقوق الإنسان لتجعله مثالا لك ! بدلا من البحث عن الأمثلة التي تستحق الإتباع .. 
بالمناسبة حينما قال كاميرون ألا نحدثه عن حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي .. لم يقتل أحدا في فض مظاهرة أو اعتصام .. 
خيالكم المريض يُصور لكم الأشياء كما تشتهونها فقط .. 
و السوريون في مصر الطرف الأضعف الذي تحاولون إقحامه في المعادلة غصبا و عدوانا .. لم يفروا من جحيم الحرب هناك ليحمل أحدهم السلاح هنا ! أو يدخل مناوشات من أي نوع .. 
و في النهاية سيعودون إلا يلادهم و سيحملون لكم ذكرى طيبة أو مجرد كوابيس من إشاعات البعض الحقيرة .. 
أنت مجرد شخص ملأت الكراهية قلبه فأصبح غير قادرٍ على تقدير الأمور و التفكير المنظم .. 
كرهك عرَّاك .. فاستر سوءتك .