Wednesday, March 26, 2014

عندها خلع ملابسه.

في 3 يوليو حارب السيسي ذلك الفصيل الذي يستخدم الدين في السياسة بتوريط الأزهر و الكنيسة في السياسة, ليدعموا قرار سياسي في مؤتمر شهير, ليبدأ بعدها تدخل فج من رجال دين النظام في أمور السياسة, ليصل الأمر بتصريح بابا الكنيسة أن التصويت بنعم على الدستور يزيد النِّعم, و قول الهلالي - أحد كبار شيوخ الأزهر - تعليقا على حكم إعدام 529 مصري بدون أن يتمكنوا حتى من الدفاع عن أنفسهم, أنه يجب أن يُعدموا فورا دون إنتظار رأي المفتي أو الإستئناف, 
و قول المفتى السابق على جمعة عن المعارضين, أنهم خوارج و رائحتهم كريهة و قتلهم حلال.

حارب السيسي تداخل الدين في السياسة بمزيدا من تداخله معها.

***

إدَّعى السيسي أنه اضطر لعزل مرسي حقنا للدماء لأن مصر كانت متجهة لحربٍ أهلية, فبدأ هو حكمه بعد تفويضٍ طلبه من الشعب, بقتل المئات في مجازر لم تشهد لها مصر مثيلا من قبل. 
 البعض على عينيه غشاوة فلا يرى الأرامل و الأيتام و الأمهات المفجوعة, لا يرى الشيوخ الذين فقدوا سندهم, فانكسرت ظهورهم أكثر من كسرتها, لم يروا تلك الدماء التي أُريقت و إن أقروا بها وجدوها مُبرَّرة. 

لكن الحقيقة أن الآلاف أصبحوا يحملون فوق أكتافهم تارا ضد السيسي خاصة و النظام عامة, بحق تيتم أولادهم و ترمل أخواتهم و بكاء الأم وقهرة الآباء, 
و أن تلك المجازر فتحت بابا من الإنشقاق في مصر لم يحدث له مثيل, فبعدما كان الإنشقاق إنشقاقا في الرأي, أصبح إنشقاقا في الدم, في الدم الذي سال كما لم يسل قبلاً.

***

طبقا لويكي ثورة التي تنقل عن مراكز حقوقية مُعتبرة, تم القبض على قرابة 27 ألف مصري في خلال تسعة أشهر من حكم السيسي و نظامه, منهم من كان مُتجها للإحتفال في التحرير في ذكرى الثورة تأييدا للسيسي فتم القبض عليه عشوائيا, 
و منهم من تم القبض عليه و هو يعمل حارسا للأمن في مكانٍ في وسط البلد, و قد قدم ما يُثبت ذلك لكن القاضي لم يعتد بما قدَّم و حكم عليه بسنتين سجن و غرامة 50 ألف جنيه. 

السيسي اعتقل أطفالا و نساءً و شباباً و شُيوخا, فلم يُفرِّق بينهم في شيء, لكن جمعهم تحت مظلة القمع و التعذيب و انتهاك الحريات. 

***

عندما أتى نظام السيسي, اعتمد السيسي على الشو الإعلامي, فتقارب مع الممثلين و الممثلات, و المطربين و الراقصات, و كانت نغمات " تسلم الأيادي " الراقصة تعبيرا عن ذلك,

كل الإحتفالات و المقابلات الرسمية وضَّحت ذلك الإهتمام و الهوَّس, حتى أنه برر وجود المتحدث الرسمي للقوات المُسلحة في مكانه بأنه جاذب للنساء, و يبدو أن ذلك الجذب للنساء لم يكن مُجرد أمر طاريء, بل أمر ثابت و ذي أصل, و التقطه سريعا منافقيه, فانهالوا عليه بمقالات و قصائد تُعبر عن عظمته و حبهم له, لكن جميعهم تقريبا ربط ذلك بأمور جنسية و غزل, فواحدة تنتظر منه غمزة, و آخر يقول أن نساءه حبلى بنجمه. 

و بعيدا عن هوسه الظاهر بذلك الأمر, أُعلن في حضرته عن جهازٍ طبيٍ يُعالج فيروس سي و الإيدز, أما الواء الذي أعلن ذلك الإختراع فقد أخذ رتبة شرفية لأهمية اختراعه, بينما هو في الأصل ليس بطبيب ولكنه معالج بالأعشاب يدَّعي الطب , 
و مع مرور الوقت يتكشَّف أن ذلك الجهاز ما هو إلا خزعبلات مُتخلفة, و أن السيسي الذي أعلن عن نيته الترشح للرئاسة كان أو مازال مُؤمنا بتلك الخزعبلات. 

ليس هذا بمنفصل عن ذلك الحديث المُسرَّب من حوار السيسي مع المصري اليوم, و الذي ذكر فيه منامات غريبة جعلته يتنبأ أنه سيكون رئيسا لمصر, و أنه سيأخذ كما لم يأخذ أحد.


***

في أوائل 2012 برر الإخوان المسلمون تراجعهم عن فكرة امتناعهم عن تقديم مُرشحا منهم كما وعدوا من قبل, و أنهم مُضطرون لتقديم مرشحا لأن هناك تطورات تحتدم عليهم فعل ذلك, و أنهم لم يفعلوا ذلك إلا لمصلحة الوطن.

و لم يجتهد السيسي كثيرا في إيجاد مخرج لتقديم نفسه للإنتخابات الرئاسية, ففعل كما فعلوا بالضبط, فكما قال سابقا أنه لن يترشح للرئاسة أبدا, و أنه لن يقبل أن يُقال أن الجيش قام بانقلاب بناءً على ترشحه للرئاسة, 
كذلك ذكر بعض قادة الجيش ذلك بوضوح في وقت سابق, 
و التبرير الذي استخدمه الإخوان من قبل كان حاضرا, فاستخدمه ببساطة, مصلحة الوطن تقتضي ذلك.

لكنه زاد عن فعل الإخوان بتوريطه للجيش أكثر, بتقديمه للإنتخابات كمُرشح المؤسسة العسكرية, بل و إعلانه الترشح للإنتخابات ببذته العسكرية.

ببساطة هدم السيسي تلك الخطوط الفاصلة التي يحفظها كل ضابط و جندي في الجيش عن ظهر قلب " الجيش لا يشتغل بالسياسة " فاشتغل بها بوضوح و بطريقة مباشرة, بل و فعل ذلك بنكثه لوعدٍ قطعه على نفسه.

***


في شهور معدودة, رفع السيسي و نظامه راتب العسكريين سواء كانوا شرطة أو جيش, لكنه طلب من المصريين التقشف, و أخبرهم بوضوح أنه لن يُعالجهم لأن " مفيش " و لن يوظفهم لأن " مفيش " و أن من واجب الطلاب أن يذهبوا لكلياتهم مشيا, و واجب الجميع أن يتأمل قبل أن يأكل فول الصباح .. ماذا أعطى لمصر. 
بينما يُغني عمرو دياب و جنات  في حفل افتتاح القوات المُسلحة لفندق جديد, و يفتتح هو شخصيا مُجمَّعا ترفيهيا خاصا بالجيش.

لم يُقدم خطة أو رؤية أو يعمل على ذلك طوال تسعة أشهر, لكنه قدَّم حربا على إرهابٍ بصناعة المزيد منه, و قلة قيمة في أفريقيا لم نعمل على التغلب عليها, و زدناها بنصرٍ و هميٍ بزيارة بئيسة إلى روسيا, لم تُقدم أو تُؤخر إلا اللهم أن السيسي ارتدى 
جاكتا روسيا على بذته العسكرية ليُصافح بوتين بابتسامة التلميذ.

لم يُقدم إلا الكلام المعسول - الجاذب للنساء - و قتل الأحلام, و آلاف المعتقلين, و مئات القتلى و المصابين, و آلاف اليتامى و الآرامل و المظلومين

وسيس القضاء دون تخفي, و حبست نيابته و أخذت إتاوات دون تروي, وضربت داخليته المحبوسين في قفص المحكمة, و عذبت في المعتقلات, و قتلت محبوسين في سيارة ترحيلات, و زاد الغلاء, و انقطعت الكهرباء يوميا في الشتاء.

ثم يقولون أنه تخلى عن بذته العسكرية الآن بخلعها ؟!

يا سادة لقد خلع ملابسه عندما فعل كل ما سبق.

المُرشَّح الأوفر حظا في الإنتخابات الرئاسية لا يُجيد إلا القتل و الإعتقال .. و مُغازلة نساءكم, فأبشروا.

Tuesday, March 11, 2014

في زمن الزومبي .. إستمر في المشي.

" إحنا هنفضل قاعدين و هما هيمشوا قبلنا عشان دي ناس ماعندهاش قضية " 

سناء سيف من أمام دار القضاء العالي في وقفة من أجل المعتقلين, تعليقا على هتافات بذيئة من مواطنين غير شرفاء. 

****

في لحظة ساد فيها أسوأ ما فينا, و مُلأ السطح بقاذورات صغيرة سُرعان ما تجمعت لتطفو و تصنع طبقةً سوداء مُتحركة فوق الأمواج, أصبح التعامل مع الأمور ليس كما كان قبلا, كل شيء اختلف.

لكن عُمق البحر لم يكترث يوما, فما على السطح سينكسر في نهاية الأمر على صخور الشاطئ, و يختفي. 

****

عيون المخبرين اذا التقينا سترصدنا .. ولكن لا تبالي
فقد علمت قلبي كيف يحكي حكايا الشوق رغم الاعتقال
ويكفيني هروبي فيك رغما عن القضبان يا نعم المآل
فسبحان الذي سواكِ فيضا من النور ..ونبعا للجمال

أحمد دومة من المُعتقل لزوجته نورهان بمناسبة عيد ميلادها

****

الكلاب كثيرة النباح قليلا ما تعض, و الأواني الفارغة تصنع ضجة عظيمة, لكن من سيضع معلقته بداخلها ليأكل! 
و الأواني الفارغة عندما تجلس أمام التلفاز يسهل ملأها بالرث, و عندما يضربون عليها بمطرقة تهتز بصوتٍ مُرتفع و تتراقص. 

قد تتراقص أمام لجان إنتخابية, و قد تتراقص أمام مجموعة من أصحاب القضية يقفون رافعين لافتات يُطالبون بالحرية.

****

"في ٢٠١١ لما كنت محدثة كان كل "المناضلين القدام" بيحذروني من الاستسهال وجو يا ولاد مفيش ثورة بتنجح من يوم وليلة لازم يبقى نفسكو طويل انتو صغيرين مش فاهمين. 
انهارده أغلبهم: باع، طفش، عامل هندي أو سقفه وطي وبيهبط اللي حواليه.
أعزائي العواجيز أحب أقولكم: مفيش ثورة بتنجح من يوم وليلة انشفوا شوية أو سيبونا نحاول متهبطوناش. "
سناء سيف

****

و جيلٌ وُلد فأول ما ذاق ذاق طعم التمرد على الظلم, ليس كمن ذاق الظلم حتى اعتاده, فلما رُفع عنه حن إليه.
الحريَّة ليست فعلا آنيا يُمارسه الإنسان طبقا للظروف المُحيطة, الحريَّة كائنٌ حيَّا يسكن الأرواح و القلوب, فتُغني حريةً حتى لو كبلوها بألف قيد, و أغلقوا القيود بآلاف الأقفال, 
الحريَّة رُقي فوق قاعٍ مُزدحم بقصص الإثارة, و بالكذب و التدليس و المصالح.

الحريَّة تسكن قلب مُعتقل في سجون الحاكم, بينما تسكن العبودية قلب الحاكم بالرغم من سكنه القصر.
الحرية فعلٌ مُجرد يمارسه الحُرُ كل وقت.

****

كما نعتذر للزملاء في عنبر أ سياسي بليمان طرة على ما تحملوه من إزعاج أثناء محاولة التعاون بين شاعر يسكن أول زنزانة في العنبر، ومدون يسكن في آخر زنزانة، وكلاهما فضلا النقاش في النص بالصراخ ليلاً بدلاً من تضييع فرصة ساعات التريض في الهواء الطلق النادرة.
علاء عبدالفتاح من محبسه واصفا طريقة كتابته لتدوينة بالمشاركة مع شعر لأحمد دومة.
****

لا تُبالي, فنحن نستطيع أن ننسج من سجن السجان حياة, و نغزل من ظلم الحاكم رحمة تسكن قلوبنا, 
و حينما تنعكس الآية, و ينعدل المقلوب, سيبقى عُمق البحر يشاهد رحيل الأوساخ عنه 
مع الموج.

****


قصرك

لن يتسع لحلمي

و الزنزانة ..

عبث محض

هل شاهدت "سحاباً"

مِرّة -

في سفر ٍ

يحتاج لإذن؟!""
أحمد دومة من معتقله

****

حينما شاهدت أحرارا يقفون أمام دار القضاء بينما البعض يرددون البذاءات على مسامعهم, تذكرت إنطباعي الدائم عن أفلام الزومبي, هؤلاء الموتى الذين يتحركون ببطء رافعين أذرعهم للأمام.

كنت دائما ما أرى أن كل شيء من تلك الأخطار قد بُنى على غباء, فمادام الأحياء يتحركون غير آبهين بالزومبي من حولهم, لن يمسهم ضرر, لن يلحقوا بأحدهم بسبب بطئهم الشديد, و حينها ستنتهي أسطورتهم, سيتحولون إلى لاشيء, فكونهم وحشٌ مُخيف محض هراء,
لكن حينما يتوقف أحد الأحياء و يلتفت لهم, حينها فقط سيصلون إليه, سيمسكونه و يعلو عواءهم, 
مثلهم مثل هؤلاء العراة على شاشات الفضائيات, الذين يتغذون على حكايات الإثارة, و الكذب, و مثلهم مثل هؤلاء الراقصون على دماء البشر في ميدان الثورة, و مثلهم مثل تلك التي رحلت, و بقيت أهداف سويف, و عايدة سيف الدولة, و غيرهن .. فأولئك مُؤيدو الحاكم, و هؤلاء مُريدو الحرية. 
هناك فرق.

**** 
"بكره يخلص هالكابوس و بدل الشمس بتضوي شموس
وعلى أرض الوطن المحروس راح نتلاقى يوما ما "
جوليا بطرس

****


لا ينتصر صاحب الحق دائما, لكن دائما ما ينتصر المُصر عليه, و إن لم يتبع صاحب الباطل الحق يوما, فسينكسر دوما و إن لم ينتصر الحق عليه, فأهل الباطل دائما ما يأكلون بعضهم البعض. 

الإستمرار ليس رفاهية, فمن توقف الآن إما أن يأكله الزومبي في طريقه, أو يعضه ليتحول إلى زومبي مثلهم.

و الحق أحق أن يُتبع.

Thursday, March 6, 2014

طب إديني أمارة ؟!

رحل مبارك عن الحكم بعد ثورة شعبية, ليتم القبض عليه و حبسه إحتياطيا على ذمة القضايا المُتهم فيها و التي بين القتل و التحريض عليه و السرقة و تضخم الثروة و الفساد, 
لكنه لم يدخل السجن, بل قضى فترة حبسه في مستشفى للقوات المُسلحة في جناحٍ كامل مُعَد بأفضل وسائل الراحة و الرفاهية, 
و عندما قُرر نقله لمستشفى سجن طُره, تم تجهيز جناح له بتكلفة مليون و 800 ألف جنيها, لكن لم يتم نقله إليها في نهاية المطاف.


****
فلما نيجي نبص نقول يا ترى التسعين مليون عشان يتعملهم خدمة طبية بشكل يليق بالإنسان التكلفة المالية هتبقى أد إيه ؟" 
 فبنجد إن الرقم المطلوب رقم صعب."

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

بعد سنوات من الدراسة في كلية الطب, تخرَّج أخيرا ليبدأ رحلة جديدة من الدراسة المستمرة, و بين عمله في المستشفيات و دراسته لا يطلب إلا مُرتبا يجعله يعيش حياة كريمة تليق بالإنسان, ليستطيع أن يُكمل دراسته و يتزوج. 
لكن راتبه كطبيب يُدرجه تحت خط الفقر بالحسابات العالمية, و بالمقارنة.. فالطبيب الذي يكون تحت خطر الإصابة بأي عدوى خلال عمله بين المرضى, يًُصرف له بدل خطر 30 جنيه,
 بينما زاد في فبراير الماضي بدل الخطر الذي يُصرف لضابط الشرطة من 30% من راتبه الأساسي, ليُصبح 60% منه.


****

 "الإيثار يعني .. مستعد يدي و مايخدش حاجة دلوقتي"

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

عندما عرَّف الإيثار, تذكر من يُطالبون بحد أدنى للأجور, لكنه تناسى بعض الفئات التي تأخذ عشرات الآلاف راتبا شهريا, و بعضهم زاد راتبه مُؤخرا, بغض النظر عن " الإيثار " الذي تحدث عنه السيسي.

و كأن الشعب الذي يعيش أغلبه تحت خط الفقر هو المُطالب بالإيثار, بينما من إمتلأت بطونهم ينصحون الناس به,

و في الأمثال يُقال.. لا يمكن لشبعان أن ينصح أصحاب البطون الخاوية.

****
" طيب أنا كل واحد لو هيدي ضهره و يمشي و يقول طب أنا هتجوز إمتى طب أنا هعيش إمتى ... طب إمال مين بقى اللي هيعمل للبلد دي؟  "

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.
****

حتى طموح الشاب في الزواج أصبح - طبقا للمشير السيسي - مُعطِّلا لتقدم الوطن, بل زاد بجُملة عبقرية, " أنا هعيش إمتى ! " فالفريق السيسي يرى أن مُجرد طموحك بأن تعيش , مُجرد أن تعيش, فأنت تُعطي بذلك ظهرك للبلد.

****

" خلوا بالكم و نتكلم بجد مش نضحك على بعضنا و نقول ده ممكن ولا مش ممكن ! لا مش ممكن ! إلا لو إنت و انت بتاكل الفطار بتاعك الصبح تقول ياترى أنا إديت لبلدي إيه, إديت ولا ما ادتش ؟ لا ما ادتش"

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة مُحتدا في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

ليس من المهم أن تُفكر متى ستفطر " ترامسيو ", و متى تقطع علاقتك بالفول الذي اعتاد مصاحبتك كل صباح, بالرغم من كونه قد قل عدد الحبات فيه و زاد سعره, 

فبحساب بسيط إن كانت أسرتك مكونة من 5 أفراد, فستحتاج إلا عشرة جنيهات لتفطر فولا كل يوم, و ذلك في أقل تقدير, أي 300 جنيه شهريا من راتب لا يتجاوز الألف جنيه.

ذلك الإفطار يُطالبك السيسي قبل تناوله أن تُفكر ماذا أعطيت لمصر, ثم يُقر بأنك لم تعطِ..

حتى الفول بصولنا فيه يا أخي !

****

" يلاقوا المستشفى مش كويسة, يلاقوا المدرسة مش كويسة, يلاقوا إن مفيش فرصة عمل, طب ليه ؟ ليه ليه ليه ؟ لأن مفيش ! مفيش ! " 

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

في مصر ثروات نُهبت على مر سنين, نُهبت خيراتها في توزيع غير عادل للسلطة, فبينما استحوذ بعضهم على غالبية الثروة في مصر, حصل غالبية المصريين على الفتات,
و ثروات مصر الطبيعية و البشرية و غيرها .. ثروات غير موجودة في مُعظم البلاد المتقدمة, لكن خيرها يذهب لمجموعة صغيرة فقط, فبينما يتعلمون في مدارس أجنبية, و يُعالجون في أرقى المستشفيات, و يعملون بمرتبات خيالية, لا يجد غالبية الشعب مدرسةً بها مقعد سليم, أو مستشفاً يعيش فيها كآدمي, أو فرصة عمل تجعل من حياته حياةً كريمة.
****

" في 9 مليون مصري عايشين بره, مش كلهم اتعلموا في مدارس مصر ؟ يا ترى حد فكر قال هديها شهر من عندي عشان الغلابة تعيش ؟ " 

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

و عندما أُغلقت الأبواب في وجوههم داخل بلدهم, فلم يجدوا مدرسة أو مستشفاً أو عملاً, تركوا أهلهم وراءهم ليتغربوا في بلاد الله, 
رحلوا حاملي هموم الغربة, و مشقة الإغتراب, بأمل العودة ببعض المال ليفتح أيهم به مشروعا خاص ليكون دخلا يُحيه حياة كريمة.

بعضهم ترك وراءه أما مُسنة, أو عروسا لم يدخل بها إلا أقل من شهرٍ, أو أبناءً يعمل من أجلهم كالثور مربوطا في الساقية.

لكن المشير السيسي يُريد منه بعدما طفش, أن يتبرع بمرتب شهر, بالرغم من أن لو كبار البلد تبرعوا بمرتب 11 شهر.. لكان قيمة راتب الشهر المتبقي أكبر من قيمة ما يوفره ذلك المصري المُغترب في سنة.

فلماذا لا يتبرع كبار البلد براتبهم من أجل البلد ؟

****
ما تقولش إيه إدتنا مصر, لأن هذا السؤال ليس له إجابة

****

" يا ترى حد قال همشي على رجلي شوية عشان أوفر حاجة لبلدي ؟ يا ترى قال هروح الجامعة كل يوم على رجلي عشان أوفر حاجة لبلدي ؟ "

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

ما هي ماركة سيارة المشير السيسي ؟ أو ماركة سيارة أبنائه ؟ أو ماركة سيارة رئيس الوزراء أو المحافظين ؟
متى كانت آخر مرة ركب فيها الفريق السيسي أتوبيسا للنقل العام يدخله الناس حشرا, أو وقف على رصيف المترو في وقت الذروة و الأجساد تُحيط به كيوم الحشر ؟

لكنه بكل بساطة يتجرأ لينصح هؤلاء المُهانين يوميا في المواصلات و الإزدحام المروري, أن يسيروا على أقدامهم !

متى سار هو أو غيره لنسير نحن ؟ متى فعل ليطلب من الشعب أن يفعل ؟

 إن باع سيارته و سيارات أسرته و تبرع بثمنهم للدولة, ثم ذهبوا إلى كلياتهم و مدارسهم و أعمالهم " على رجليهم " فليطلب من الشعب حينئذ ذلك .

أم أن الشقاء مكتوبٌ على الشعب فقط دونكم ؟

و لا عجب الآن أنه أوقف القطارات, و مازال يُغلق محطات حيوية في المترو, دون أن يبحث عن حلولٍ غير زيادة شقاء المصريين فوق شقائهم, فلا يبدو أنه يعلم عن هذا الشقاء شيئا, بل يطلب للشعب مزيدا منه.


****
" ثم الناس تيجي في الإعلام تقول فين الخدمة الطبية - ضحكة سخرية - خدمة طبية إزاي ؟ منين ؟ "

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

يتحدث الذي فُوَّض من المجلس العسكري ليخوض إنتخابات الرئاسة, و ألمح هو بخوضه لها, أن ليس هناك ثمة خدمة طبيه سُتقدم للمصريين في المستقبل القريب,
يتحدث عن أن الظروف عصيبة, و الإقتصاد مُنهار, و سكان مصر عبءٌ عليها, أو عليه هو شخصيا,

بحثت في أيٍ من كلامه عن حلول, عن مشاريع عملاقة, عن أفكار عبقرية, عن خطة لجعل مصر - كما هو المُفترَض - أكثر الدول جذبا للسياح, 
أن يتحدث كيف يستفيد من الطاقة البشرية الهائلة, و العقول النابغة, و الأراضي الشاسعة, و المجاري المائية,
بحثت في حديثه عن أي شيء يتعلق برفع دعم الكهرباء عن مصانع الكبار, بدلا من إضافة 15 جنيه على فاتورة الكهرباء تحت بند " قمامة " بالرغم من أن لا أحد يرفع القمامة.

إنتظرت حلا واحدا يُعطيه للشباب, لكنه لم يفعل.
لم يفعل و اكتفى بالطلب من الفقير أن يربط على بطنه أكثر, و من الذي يعاني من المواصلات أن يُعاني أكثر, و من الذي يأمل في أن يتزوج أن ينسى ذلك الآن, و من يُريد أن يعيش كما الحياة.. أن يعيش كما الموت.

****

" بقولك أيام سودة "
مواطن مصري في مقابلة تلفزيونية.

****

و بما إن ذلك هو حال البلد, و هو لا يملك الحل, الحل الذي جعل من اليابان بلدا غنيا و مُتقدما بعدما دُمرت بشكل شبه كامل جراء الحرب العالمية.

و حوَّل ماليزيا من بلدٍ يعيش فيه 52% تحت خط الفقر إلى 5% فقط, بالرغم من امتلاك مصر كجغرافيا إمكانيات تفوقها مرات و مرات.

بما إنك لا تُقدم حلا, و تنتظر من الشعب الذي تريده أن ينتخبك لتكون رئيسه أن يُقدم هو الحلول, و تكتفي أنت بكرسي الرئاسة, و بترديد عبارة ذلك المواطن المصري البسيط " أيام سودة " .

فإن كُنت كذلك...

فإعطني أمارة واحدة تجعلك تطلب أن تكون رئيسا, أو تجعلنا نطلب ذلك !

___________________

روابط ذات صلة:
فيديو : كلمة المشير عبدالفتاح السيسي أثناء لقائه مع مجموعة من الأطباء و حديثي التخرج.
https://www.youtube.com/embed/6BKRGKA3YNE

__________________

صورة ليست ذات صلة