Tuesday, January 21, 2014

ردا على صديقي الإخواني

وقعت تحت يدي رسالة من شاب ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أعرضها عليكم بعدما أرسلت له طلبا بنشرها

يقول :

السلام عليكم .. أنا من شباب الإخوان .. كنت بنزل فى فعاليات خالد سعيد .. مش كلها بأمانة .. لكن زى شباب كتير كان نفسى أعمل حاجة ضد الظلم .. وقعت على المطالب السبعة للتغيير .. 
نزلت يوم 25 فى الإسكندرية .. ماستنيتش قرار الإخوان بالمشاركة .. نزلت فى شارع أبو قير .. اتحمست جدا لما شفت شباب كتيييير مشاركين .. كنت أول مرة أشوف ماهينور وشباب 6 أبريل والإشتراكيين .. فرحت أوى لما شفت شباب كتير من الإخوان مشاركين .. أجمل هتاف حبيته بجد كان : كلنا إيد واحدة .. كلنا مع بعض .. كل اللى نازلين مفيش فرق مابينهم .. فاكر الشاب اللى وزع كمامات علينا عشا الغاز وعرفت بعد كده إنه إخوان وممسوك دلوقتى .. وفاكر البنت اللى وزعت مايه علينا وماكنتش محجبة .. محدش مهتم بالحاجات دى خالص .. كلنا إيد واحدة ..
وخلص اليوم وماكنتش متوقع إنه بداية الثورة 
وجه يوم جمعة الغضب .. وانسحبت الداخلية قصادنا عند باب شرق .. نزلت الحمد لله كل أيام الثورة .. كان نفسى أموت شهيد ساعتها عشان بلدى .. شاركت فى ائتلاف جوه الكلية وانا بمثل شباب الإخوان .. ربنا يعلم إنى بذلك كل جهدى إنى أجمع الكل تحت كلمة واحدة وإننا منتفرقش , وفعلا كنا إيد واحدة فى الكلية عندنا .. وحتى بعد الاستفتاء حاولت أجمع كل الطلبة من كل القوى السياسية فى كليتنا مرة تانية عشان نتوحد بعد فرقة الاستفتاء ..
وجه أيام محمد محمود .. ماسمعتش كلام مسئولين كتييييير من الإخوان - ربنا يسامحهم - إننا لازم ماننزلش والنزول ضد الاستقرار ولازم نبنى المؤسسات .. نزلت سيدى جابر فى الإسكندرية .. سموحة .. صحيح مانزلتش كتير لأن الإسكندرية مش زى القاهرة ووضوح الرؤية عندنا ماكنش زى هناك .. لكن أرضيت ضميرى الإنسانى إنى أرفض مشاهد القتل والسحل من الشرطة العسكرية والداخلية ..

ونزلت فى ذكرى يوم 25 مع الإخوان عند القائد إبراهيم .. ولما المسيرة اللى كانت بتهتف ضد العسكر عدت كملت معاهم .. لأن هدفنا واحد .. أنا شايف كده فعلا ..

كنت فى انتخابات الرئاسة بعمل دعاية لأى مرشح ما عدا الفلول .. وكانوا المسئولين بيلومونى .. لكن كنت شايف إن مصر لازم يحكمها حاكم مدنى مهما كان انتمائه .. صحيح كنت بدعم مرسى لكن ماكنش يفرق معايا أبو الفتوح يكسب أو صباحى .. 

الإخوان غلطوا كتير .. والقوى السياسية غلطت كتير ..

أنا عاوز أوضح .. إن فيه كتير أوى شباب زيى من الإخوان ومن قوى سياسية كتير نفسهم نبقى واحد من تانى .. إحنا تحركنا يوم 25 .. القيادات السياسية نزلت ورانا .. لكن إحنا بنتحمل تمن أخطأهم وحساباتهم السياسية .. نفسنا كشباب نتوحد تانى.. هيمشوا ورانا من تانى أكيد .. هيعترفوا بأخطائهم ويرجعوا معانا.. إحنا واثقين من نفسنا جدا .. هنرجع ثورتنا من تانى .. هنجيب مصر اللى حلمنا بيها .. عيش - حرية - عدالة إجتماعية - كرامة إنسانية
وافتكروا دايما .. كلمة السر : تونس !
"

إنتهت رسالته التي تمس في بعض أجزائها العاطفة,
و بالرغم من كوني أشعر بصدق كلماته و مدى حسن نيته و صدق سريرته, لكن عندي تساؤلات عدة و بعض التوضيحات

بعد تنحي مبارك بأسابيع قليلة بدأ مجلس طنطاوي سلسلة من الإنتهاكات ضد الثوار و خطط واضحة لضرب الثورة و أهدافها, وقتها اتجه البعض للسياسة بكل ما تعنيه من " نجاسة " كما أخبر مرسي عن الشاذلي, فبدأت التحالفات و المهادنات و كل صور النفاق في الابتسامات المنمقة على وجوه مرتدي الثياب الفخمة سواء كان مرتدوها بلحية أو حليقي الذقن.

لم يجد بعض الشباب القابض على جمر ثورته أي دعم من هؤلاء, و كانت تصرفات قيادات الإخوان خذلان للثورة و اتحاد مع من يقفون ضدها, 
فانتشرت الجملة " شباب الإخوان غير قيادتهم " و انتظرنا خروجكم من تحت سياساتهم و انضمامكم لحلم جيلٍ أقنع الجموع أن تسانده فيه.
لكن طال إنتظارنا و طال, حتى كانت مسيرة تسليم السلطة لمجلس الشعب التي قمتم فيها - أنتم الشباب - بناءً على تعليمات من قياداتكم بدور الأمن المركزي في الوقوف في وجوهنا صفوف وراء صفوف لمنعنا من استكمال مسيرتنا السلمية.

وقتها بدأ يعلو هتاف " يسقط حكم المرشد " بدلا من هتاف " يسقط حكم العسكر", و خرج الأمر من تحت أيدينا لسعة الثورة, و  دفعتوهم بالعداء إلى منتهاه.

ثم أصبحت تعليقات كثير منكم المسجلة في كل مكان تحمل كما من الكراهية و التخوين و طلب الموت و السحل لنا, كان هذا هو الصوت العالي من شبابكم, و الصوت العاقل لم يكن له مكان في كل ذلك الصخب.

و حدث ما حدث بعدما اتسعت الهوة, و تقطعت خيوط الثقة, و ابتعد البعض دون أمل في عودة.
الأمر ليس كما يسوقه البعض ساخرين في جملة " باعونا في محمد محمود " فهذا التعليق سطحي للغاية, لكن الأمر و الجرح أعمق من ذلك بكثير, فأغلبنا فقد الثقة بكم, لا يأمن وجودكم بجانبه بعدما قرأ و سمع و رأى بأم عينيه تبرير قتل بعضنا من قبل حكمكم و أثنائه, بل و تبني أغلبكم لنفس خطاب التخوين لجموع الثوار و الصهينة على خطاب القنوات السلفية التي كانت تسب في كل ما هو منسوب للثورة دون الإلتفات إلى حرمة دم أو نخوة رجال.
بل لأنه بعدما إتفقنا على " عصر الليمون " و أن نترفع عن كل ما قمتم به سابقا و قررنا إنتخاب محمد مرسي, كان هناك إتفاقا واضحا بيننا على تفاصيل دقيقة وافق عليها قياداتكم - بما فيها الرئيس - بحرارة و وعودة قاطعة.
ثم عندما نجح مرسي نكصوا عن وعودهم بطريقة كاملة, و انتم يا شباب لم تعترضوا, 

بينما نحن وقفنا ضد قتلكم و نقف الآن ضد اعتقالكم بالرغم من إختلافنا معكم, فلم نستحل دمكم و لم ندعُ له.
و أيٌ منا خرج عن هذا الأمر نبذناه و عرفنا أنه لم يعد في صفنا و لن يعود.


و الآن نصل للحظة فارقة .. 

كيف ننزل في نفس الصف و نحن مطالبنا غير مطالبكم, 
فنحن لا نُطالب بمحاسبة السيسي فقط, بل نطالب بمحاسبة قيادات العسكر الذي كرمهم مرسي
بل و نطالب بمحاسبة مرسي و محاكمته هو و بعض قيادات مكتب الارشاد و بعض وزراء حكومة قنديل, 
نحن نطالب بعدالة إنتقالية تطال الجميع, تحكم على من تحكم و تبرئ ساحة من تبرئ..

فهل ستقفون معنا في نفس الصف تطالبون بمحاكمة مبارك و حزبه, طنطاوي و مجلسه, مرسي وأصحابه, سيسي و رفاقه ؟

هل ستطلب محاكمة من تضع صورته على بروفيل الفيس بوك الخاص بك ؟

هل تتوقع منا أن نتغاضى عن شهداء سقطوا على يد الشرطة في عهد مرسي و على تعذيب حدث على بوابات القصر و على دور الشرطة الذي مارسه الإخوان تحت تبريرات مؤامرتية ما أنزل الله بها من سلطان و إن كانت ثقتكم فيها ثقة الإبن بأمه ؟

هل تتوقع أن نفعل كما فعل قياداتكم .. أن نتغاضى عن بعض مطالبنا فنطلب عدالة انتقائية معوجة تشمل الجميع ماعدا قياداتكم الذين حكموا فلم يسيروا على الطريق المستقيم؟

هل تطلب منا أن نضم عليكم أم أن تتضموا أنتم على تلك الأهداف التي كانت طريقنا دائما؟

فنحن نطالب بعدالة إنتقالية تحاكم كل من قتل و قمع و خان.. و نطالب بالحرية و العدل لخصومنا كما نطلبهم لنا..
فلو كانت أهدافكم مثل أهدافنا و ستهتفون معنا " يسقط كل من خان .. عسكر فلول إخوان" .. فاعلم انك لو نزلت معنا لن يسألك أحدٌ عن إنتمائك..

أما و إن كان ردك لا.. 
فاعلم بأننا لم نركن للعسكر لنحكم, و لم نركن لهم لنزيحكم, و لم نبيع ضمائرنا فنسير في ركب السيسي لنبعدكم, 

و لن نفعل ذلك الآن حتى نزيح العسكر...

زنوا الأمور بمكيال واحد.. أو اتركونا في حالنا...
فثورتنا مازالت مستمرة


_____
على مدونتي
http://sada-sawt.blogspot.com/2014/01/blog-post_21.html

No comments: